منذ اختفائه، يوم 21 نوفمبر 2024، تبحث السلطات الإماراتية عن الحاخام تسفي كوغان، الممثل لحركة “حباد” في الإمارات، وأبلغت السلطات الإسرائيلية بأنه ربما تم اختطافه من قبل خليه من مواطنين من أوزباكستان تعمل لحساب إيران، لكن تبين، صباح الأحد، بعد العثور على جثمان كوغان أن من قاموا بقتله هربوا إلى تركيا للتمويه على صلاتهم بإيران.
تسفي كوغان، إسرائيلي يحمل الجنسية المولدوفية، كان يبلغ من العمر 28 عاما، وكان أحد ممثلي حركة حباد اليهودية، قبل أن يختفى في دبي، لتبدأ مع اختفائه تحقيقات من جانب كل من الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) والسلطات الإماراتية.
وتسفي كوغان هو أحد ممثلي حركة “حباد” اليهودية المتطرفة في الإمارات ويحمل الجنسية المولدوفية إلى جانب الجنسية الإسرائيلية.
وحسب صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، كان كوغان (28 عاما) يقيم في الإمارات بشكل رسمي بصفته مساعدا للحاخام اليهودي الأكبر في أبو ظبي.
وتعد “حباد” إحدى المنظمات المتطرفة، التي لا تؤمن بحق وجود الفلسطينيين وتدعو لطردهم من فلسطين المحتلة.
هروب الاسرائيليين من دبي بعد مقتل ابن اكبر حاخام في الامارات
وقد عُثر على جثة كوغان بعد العثور على سيارته على مسافة حوالي ساعةْ قيادة من منزله في دبي، حسبما صرح مصدر مطلع على التحقيقات.
وكان كوغان متزوجا من امرأة تُدعى ريفكي منذ 2022، وهي مواطنة أمريكية تعيش معه في دولة الإمارات، كما أنها ابنة الحاخام غافرييل هولتبزبرغ، الذي لقي مصرعه في هجمات مومباي في عام 2008.
قال مكتب نتنياهو إن إسرائيل أوصت بتجنب السفر غير الضروري إلى الإمارات بعد العثور على جثة إسرائيلي.
وذكر قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم أن إسرائيليا مفقودا في الإمارات عُثر عليه مقتولا ووصف مقتله بأنه “عمل إرهابي شنيع معاد للسامية”.
من جانبه، وصف الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الحادث بأنه “هجوم بغيض معاد للسامية يذكرنا بوحشية أعداء الشعب اليهودي”، وأضاف في تغريدة على منصة إكس “لن يثنينا هذا الهجوم عن مواصلة تنمية المجتمعات المزدهرة في الإمارات العربية المتحدة أو في أي مكان آخر.. أنا على ثقة بأن سلطات الإمارات ستعمل بلا كلل لتقديم الجناة إلى العدالة”.
وقال البيان الصادر عن مكتب نتنياهو “دولة إسرائيل ستسخدم كل ما لديها من سبل ليمثل المجرمون المسؤولون عن مقتله أمام العدالة”.
ولم تعلق وزارة الخارجية في الإمارات بعد على نبأ العثور على جثة كوجان الذي يحمل أيضا جنسية مولدوفا.
اسرار حركة حباد المتطرفة في الامارات
تعتبر حركة “حباد” إحدى المنظمات المتطرفة، التي لا تؤمن بحق وجود الفلسطينيين وتدعو لطردهم من فلسطين المحتلة، وتعارض أي اتفاق يمكن أن يمنحهم جزءا من الأراضي.
ولدى حركة حباد فروع في أرجاء العالم وتركز على إقامة علاقات مع اليهود غير المنتمين لها والعلمانيين أو طوائف يهودية أخرى.
ويظهر الموقع الإلكتروني لفرع الحركة في الإمارات أنه يدعم آلاف الزوار والمقيمين اليهود هناك ويقدم خدمات دينية واجتماعية لليهود في أرجاء منطقة الخليج.
وتقول حركة حباد، (إحدى أكبر الحركات اليهودية الأرثوذكسية) التي كان كوغان يعمل معها، إن كوغان شوهد آخر مرة في دبي، حيث كان يدير متجراً يبيع أطعمة الكوشر “الحلال بحسب الشريعة اليهودية”.
وعلى موقعها الإلكتروني، أشادت حركة حباد بإسهامات كوغان في نشر تعاليم اليهودية في الدولة الخليجية، عبر التعريف بطعام الكوشر، فضلاً عن تدشين أول مركز تعليمي يهودي في المنطقة.
ويقدم فرع الحركة في الإمارات دعماً لآلاف اليهود الزائرين والمقيمين، كما يقدم خدمات خاصة بتنظيم حفلات دينية يهودية.
تحذير بعدم السفر الى الامارات
وأعادت السلطات الإسرائيلية إصدار توصية تنصح بعدم السفر إلى الإمارات لغير الضرورة، وقالت إن على الزوار المقيمين هناك حاليا الحد من تنقلاتهم والبقاء في مناطق آمنة.
ولم تُحمّل إسرائيل مسؤولية مقتل كوغان لجهة بعينها، لكن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي قال يوم الأحد إنه يعتقد أن هناك تهديدا لا يزال ماثلاً للإسرائيليين واليهود في المنطقة.
وتنتاب إسرائيل مخاوف من قيام عملاء لإيران باختطاف أو قتل إسرائيليين يعيشون في الخارج. وفي أغسطس/آب الماضي، أصدرت إسرائيل تحذيرا نادرا من السفر إلى دول بينها وبين إيران حدود مشتركة.
وأثار مقتل كوغان مخاوف بين اليهود تتعلق بالأمان في دولة الإمارات، وعادت السلطات الإسرائيلية إلى إصدار توصياتها بعدم السفر إلى الدولة الخليجية ما لم تكن هناك ضرورة لذلك، كما أوصت رعاياها هناك بتوخي الحذر.
وتستقبل دبي سائحين ورجال أعمال إسرائيليين بأعداد جيدة منذ تطبيع العلاقات مع إسرائيل فيما عُرف بالاتفاقات الإبراهيمية في 2020. وكان كوغان قد وصل إلى دولة الإمارات قبل ذلك التاريخ.