اكثر ادعية كان يرددها النبي الكريم محمد صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في حياته.
قال الله سبحانه وتعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ). سورة البقرة.
إن الدعاء من أشرف العبادات التي تشير إلى توحيد المسلم لله تعالى، والدعاء من أقرب الأعمال وأحبها إلى الله رب العالمين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يرُدُّ القضاءَ إلا الدُّعاء، ولا يَزيدُ في العُمرِ إلا البِرُّ)، حديث حسن.
وعن النعمان بن بشير – رضى الله عنه – قال: سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: (الدعاء هو العبادة)، ثم قرأ: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين). صحيح الترمذي.
وقال صلى الله عليه وسلم: (أفضل العبادة الدعاء). صحيح الجامع.
ويقول – صلى الله عليه وسلم – من حديث أبي هريرة رضى الله عنه: (ليس شيء أكرمَ على الله تعالى من الدعاء). صحيح الترمذي.
اكثر ادعية كان يرددها النبي الكريم محمد صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في حياته:
عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: كان أكثرَ دعاءِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: (اللهم ربَّنا آتِنا في الدنيا حسنةً، وفي الآخِرةِ حسنةً، وقِنا عذابَ النارِ). رواه البخاري.
كانَ دُعاءُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جامعًا لأنواعِ الخَيرِ في الدُّنيا بما يَنفَعُ فيها مِنَ الأُمورِ، وَالخَيرِ في الآخِرَةِ؛ لأنَّ فيها المَعادَ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبرُ أنسُ بنُ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يَقولُ: (اللَّهمَّ رَبَّنا آتِنا في الدُّنيا حَسنةً)، أي: أنعِمْ عَلينا في الدُّنيا بِالعَفوِ وَالعافيةِ وَالعِلمِ النافع والعَملِ الصالح، وغيرِ ذلك ممَّا يَشمَلُه لفظُ الحَسَنةِ مِنَ الخَيرِ، (وَفي الآخِرةِ حَسنَةً)، يَعني: وأعطِنا في الآخرَةِ الجَنَّةَ، وَما فيها مِنَ النَّعيمِ المُقيمِ، (وقِنا عَذَابَ النَّارِ)، أي: وَاحفَظْنا مِن عَذابِ النَّارِ، وَما يُقرِّبُ إليه مِن قول او عَملٍ.
وعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: كانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يُكثِرُ أن يقولَ: (يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ فقلتُ: يا نبيَّ اللَّهِ آمنَّا بِكَ وبما جئتَ بِهِ فَهل تخافُ علَينا؟ قالَ: نعَم إنَّ القلوبَ بينَ إصبَعَينِ من أصابعِ اللَّهِ يقلِّبُها كيفَ شاءَ). رواه الترمذي.
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها قالت: سُئلتْ ما كانَ أكثرُ ما كانَ يدعو بِه النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَت كانَ أكثرُ دعائِه أن يقولَ: (اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِك من شرِّ ما عمِلتُ ومن شرِّ ما لم أعمَلْ بعدُ). رواه النسائي.
اذن لنحرص على الدعاء، ولنكثر منه في الرخاء والشدة طمعا في كرم الله تعالى وجوده، ويقينا بالله الحليم، فعن عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما على الأرضِ مسلِمٌ يدعو اللَّهَ تعالى بدعوةٍ إلَّا آتاهُ اللَّهُ إيَّاها أو صرفَ عنْهُ منَ السُّوءِ مثلَها ما لم يدعُ بمأثمٍ أو قطيعةِ رحمٍ، فقالَ رجلٌ منَ القومِ إذًا نُكثرُ، قالَ: اللَّهُ أَكثَرُ). رواه الترمذي.
وللداعي أن يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخرة وخصوصا الجوامع من الدعاء، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله الرحمن الرحيم أن يرزقنا من فضله، وأن ينعم علينا بإحسانه، ونصلي ونسلم على خير خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعه بإحسان إلى يوم الدين، والحمد لله رب العالمين.