ان استخدام مستحضرات التجميل السليمة والمفحوصة والمأمون والمتأكد سلامتها وخلوها من المعادن السامة والبكتيريا الضارة والمكونات الخطيرة، لا أحد يمانع استخدامها لجميع الأجناس والأعمار وتستخدم حسب حاجة المستفيد ولكن المستحضرات الملوثة بالعناصر السامة مثل الرصاص والزرنيخ والملوثات الجرثومية والملأى منها أسواقنا ولا رقيب يحاسب من يبيعها ويستوردها وكل همهم جني الأرباح ولا يهمهم من يصيبه العمى أو من يحدث له التخلف العقلي ولا من يصيبه هشاشة في العظام ولا من يتساقط شعره أو يصيبه سرطان جلدي وحيث أن هذه المستحضرات التجميلية من كحل للعيون وصبغات للرموش وأهداب العين سموم يعاني منها الأمهات وتنتقل هذه المعاناة إلى الأجنة والرضع حيث تسبب فقر الدم وضعف التركيز والفشل في التحصيل العلمي والدراسي وضعف النمو وآلام في الجهاز الهضمي وهذا بسبب التسمم بالرصاص والمتواجد بالأثمد الأسود والكحل.
التلوث بالرصاص:
ان كثيرا من الأسر لا تعلم أن ما يصيب أبناءها من تلف الدماغ والشلل وفقدان الذاكرة كلها ناجمة من التلوث بالرصاص وأن كثيرا من المجتمعات الأوروبية والأمريكية تعاني من التلوثات بالرصاص حيث أن نسبة الرصاص وصلت إلى 100ml/10mg في الدم، ان تكرار استخدام هذه المستحضرات التجميلية والمحتوية على نسب عالية من الرصاص لهي كفيلة بإحداث الخطورة للأم وأطفالها المولودين وقد يؤدي استخدام صبغات الشعر وطلاء المنازل بتفاقم الحالة وزيادة نسبة الرصاص في الدم ومما يزيد الخطورة أن كثيرا من العاب الأطفال والمطلية بألوان أضيف لها الرصاص لتثبيت الألوان ساعد على زيادة تركيز الرصاص في دم الأطفال وأمهاتهم حيث ينتقل الرصاص للأجنة عبر المشيمة أثناء الحمل حيث يتسبب الرصاص بالتسمم والتخلف العقلي ويمكن كشف التسمم بالرصاص عن طريق فحص عينات من الدم (أنبوبة تحتوي على مانع للتجلط) ويفحص الدم أو كريات الدم الحمراء بجهاز ICP/MS أو جهاز (AA) أما العلاج فيعطى المتسمم بالرصاص مادة EDTA (الأدتا) مع السوائل الوريدية والفيتامينات والكالسيوم والمقويات ويجب تجنب الكحل الملوث بالرصاص والألعاب المطلية بالرصاص ويجب مراقبة المصانع والنفايات الصناعية التي هي أهم الأسباب المؤدية لانتشار الرصاص ويجب المراقبة واتخاذ السبل الكفيلة بعدم انتشار التسمم المعدني ويجب مراقبة المنافذ البحرية والبرية لعدم دخول مركبات ومستحضرات تجميل ونباتات طبية ملوثة بالرصاص ومعادن سامة أخرى. أن نسبة 0.6 ppm جزء من المليون من الرصاص في الدم يؤدي إلى تسمم مستديم أو الموت وقد سجلت في أمريكا في سنة 1954 إلى 1967 حيث تم علاج أكثر من ألفي حالة تسمم بالرصاص مات منهم 128 وبقي منهم من يعاني تلفا بالجهاز العصبي، إن وجود الرصاص بدم الحامل بنسبة حوالي 100ml/10mg يؤدي إلى نقص وزن الجنين ويحدث إعاقة للأطفال بعد ذلك في نمو الجسم ونمو الخلايا وسائر الخلايا العصبية، وإن من الخطورة هو تدخين المرأة الحامل أو التدخين بالقرب من المرأة الحامل حيث أن 30 سيجارة تدخن في اليوم ترفع نسبة الرصاص بالدم إلى حوالي 10 mg.
إن ارتفاع نسبة الرصاص في الدم يؤثر على المادة الوراثية حيث يتلفها ويؤدي إلى إنجاب أطفال مشوهين ومتخلفين عقلياً وقد تؤدي إلى السرطان، إن تراكم نسب قليلة وضئيلة من عنصر الرصاص له خطورة عظيمة على حياة الأطفال والكبار والمسنين. إن تحليل عينات عديدة من الكحل والمتواجد في الأسواق وخاصة في المحلات الرخيصة أو ما يعرف (أبو ريالين) لهو كارثة يتعرض لها أفراد المجتمع لظنهم لصلاحية هذه العينات وفائدتها حيث يجلبونها لمنازلهم وأصدقائهم ويهديها الحجاج والمعتمرون لأقاربهم وهم لا يعلمون أنهم يتلفون عيونهم وأجسامهم بهذه المنتجات المغشوشة والضارة وكما ذكرنا في الأعداد السابقة من عيادة الرياض بعض هذه الأنواع نذكر الآن باقي أنواع الكحل المتداولة والتي يجب على الإدارات المسؤولة إتلافها ومنع تداولها في الأسواق فهي سموم نفاذة وخطورتها مستديمة ومستحضرات إتلافية وليست تجميلية ينطبق عليها المثل (أردت أن تكحلها .. فاعميتها).
بودرة الكحل وهي عبارة عن أحجار فضية مطحونة على شكل بودرة لونها رصاصي وهذه البودرة ذات لون فضي لامع قبل الطحن حيث تؤخذ على شكل كتل معدنية فضية وتباع على أنها كحل مفيد للعيون ومقو للبصر ويقضي على الالتهابات هذه الادعاءات الطبية غير الصحيحة ولكن ماذا تقول التحاليل المعملية بواسطة جهاز ICP/MS وهي من الأجهزة المتقدمة والحديثة لتحليل المعادن فهذا الكحل الفضي يحوي زرنيخا ساما حوالي 36.0ppm أي 36.0 mg ويحوي رصاصا بنسبة خيالية حوالي 36.3% نسبة مئوية أي انه عبارة عن رصاص مطحون كمعدن سام يباع في الأسواق ويكون في متناول الصغير والكبير الصالح والطالح وهذا له خطورة في المجتمع وبين الأفراد. ولذلك فإن هذه المعادن السامة يجب التحفظ عليها ولا يسمح ببيعها إلا تحت شروط خاصة وبتواقيع وأوراق ثبوتية، ويحوي هذا الكحل الفضي كذلك على نسبة عالية من الثاليوم 2.4 ppm (2.4 mg) وهذا العنصر سام ومميت ويحتوي على كادميوم Cd 28.3 ppm أي 28.3 mg، وهو معدن سام وخطير وبتحليل عينة أخرى من هذه الكحل الفضي والذي يأتي على شكل أحجار فضية وجد انه يحتوي 64% من الرصاص ويحتوي على نسبة عالية جداً من الزرنيخ وبنسبة عالية جداً من الثاليوم المميت ونسبة عالية جداً من الزئبق 3.9 mg ونسبة عالية من الكادميوم وهو كذلك ملوث بكميات عالية من البكتيريا الخطيرة والمسببة للالتهابات.
وبتحليل هذه المستحضر التجميلي وجد انه يحوي على نسبة عالية من الرصاص 1.5 ppm أي 1.5 mg ولاحتواء هذه المستحضرات التجميلية من الكحل ومن أصباغ العين والهدب والحواجب نجدها ملوثة بمواد سامة ونشتريها بأموالنا.. وبعدها نذهب بأفراد أسرتنا من استعمل هذه السموم إلى الأطباء للعلاج وندفع الأموال الطائلة للشفاء من هذه السموم أو نزور أصدقاءنا بالمستشفيات أو من هم زاروا العيادات الطبية .. وكما ذكرنا سابقاً أن العيون والرموش والحواجب هي مناطق حساسة وتعرضها للسموم المعدنية والبكتيريا يزيد من تفاقم العين ويؤثر على البصر والرؤيا، وهذه الملوثات الخطيرة على العين قد تحجب الرؤية وقد تسبب العمى وقد تسبب التهابات للجفون لذلك فإننا ننصح أن يكون بيع مستحضرات التجميل ومن ضمنها الكحل تحت إدارة خاصة وتحت إشراف طبي وأن يجري تحليل لهذه المستحضرات قبل أن تتداول بين أفراد المجتمع وتهدر المليارات لعلاج أخطاء هذه المستحضرات الملوثة وتسبب الإعاقات ووقف النمو للأجنة والرضع فالوقاية خير من العلاج.