إستطلاع يكشف عن تراجع كبير للمسيحية في حياة الشعب الألماني – كشف استطلاع موسع للرأي أن أكثرية متزايدة من الألمان عبرت عن قناعتها بأن بلدها ذو طابع مسيحي قوي ينبغي إبرازه بوضوح في واقعه المعاش، لكن هذه الأغلبية تشير إلى أن المسيحية لم تعد تلعب دورا يذكر في حياتها اليومية، وتراجع الاعتقاد بكون المسيح عيسي بن مريم (عليهما السلام) هو “ابن الله”.
وأظهر الاستطلاع -الذي أجراه معهد إلينسباخ المتخصص في قياس اتجاهات الرأي العام لحساب صحيفة فرانكفورتر الألمانية الواسعة الانتشار- أن 63% من الألمان يؤكدون تأثر بلدهم الشديد بالقيم المسيحية، مقابل تراجع تأثير العقيدة المسيحية بشكل كبير ومستمر في المجتمع الألماني.
وبيَّن الاستطلاع أن هذا التراجع يظهر في تزايد أعداد غير المنتمين للدين المسيحي بين الألمان عموما، وفي ضعف الارتباط بهذا الدين بين من يصنفون متدينين، مشيرا إلى أن نسبة المترددين على الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية للصلاة بين وقت وآخر تراجعت من نحو 60% خلال ستينيات القرن الماضي إلى 32% حاليا.
وحسب الاستطلاع فقد تراجعت أعداد المنتسبين للكنيستين الكاثوليكية والبروتستانتية من الألمانيين من 90% من السكان عقب الحرب العالمية الثانية، إلى 72% بعد توحيد شطري البلاد الغربي والشرقي عام 1990، وتراجعت حاليا إلى 55%.
واستبعد الاستطلاع ذاته أن يكون التضاؤل المستمر لتأثير المسيحية في المجتمع الألماني راجعا للمهاجرين القادمين من ثقافات مغايرة، ولا إلى المسلمين الذين يشكلون نحو 6% من السكان بألمانيا، وإنما لابتعاد السكان المسيحيين أنفسهم بشكل متزايد عن دينهم.
وأوضح استطلاع معهد إلينسباخ أن تراجع تأثير المسيحية يظهر في فقدان كثير من الألمان قناعتهم بأمور تعد من جوهر العقيدة المسيحية، وأشار إلى أن مقارنة القناعات الدينية للمستطلعة آراؤهم بين عامي 1986 و2017 تظهر تراجع الاعتقاد بكون المسيح عيسي بن مريم (عليهما السلام) هو “ابن الله” من 56% إلى 41%، وفي خلق الله للكون من 47% إلى 33%، وفي عقيدة التثليث من 39% إلى 25%، وفي البعث والقيامة من 38% إلى 28%.
وذكر الاستطلاع أن فقدان المسيحية تأثيرها في الحياة اليومية للمجتمع الألماني يظهر بوضوح في الصلاة على مائدة الطعام، حيث أوضح أن نسبة من أجابوا بنعم على سؤالهم عما إذا قاموا بالدعاء في طفولتهم قبل أو بعد تناول الطعام، انخفضت من 62% عام 1965 إلى 41% حاليا.
وأظهر الاستطلاع أن زيادة معدلات الهجرة لألمانيا في السنوات الأخيرة أسهمت بزيادة إدراك الألمان بالجذور المسيحية لثقافتهم. ورأى 56% من المشاركين في الاستطلاع أن التقاليد والرموز المسيحية ينبغي إعطاؤها مكانا بارزا في المجال العام، مقابل رفض 4% من المشاركين هذا الرأي ومطالبتهم بإبعاد هذه الرموز من المجال العام لأن الدين مسألة شخصية حسب رأيهم.
وقد رفض 85% من المشاركين في الاستطلاع -الذي أنجز لحساب صحيفة فرانكفورتر الألمانية- فكرة إلغاء بعض العطلات الرسمية المرتبطة بمناسبات مسيحية في ألمانيا، ليحل مكانها عطلة للمسلمين في أعيادهم الدينية، مقابل تأييد 4%.