إحذر من هذا الأمر لأنه يهدد الحياة الزوجية

إحذر من هذا الأمر لأنه يهدد الحياة الزوجية – لا توجد علاقة زوجية إلا ويدخلها ولو لفترة أو مرحلة من مراحلها، ولن تشعر به؛ لأنه يتسلل في صمت ليدخل إلى حياتك تدريجياً، قد تشعر به فقط عندما تبدأ المشاكل في الظهور بحياتك الزوجية، ولكنك لا تعلم سبب تلك المشاكل، وحينها قد يكون الوقت متأخراً للتخلص منه بالحلول البسيطة.

من القاتل الصامت للعلاقة الزوجية؟

إنه الإهمال الزوجي، قد تتعجب من أن الإهمال الزوجي يعد القاتل الصامت للعلاقة الزوجية؛ بل قد تجد الكثير من المتزوجين يتعايشون معه على اعتبار أنه من مكملات الحياة الزوجية أو كأنه عنصر أساسي في العلاقة الزوجية. وعلى الناحية الأخرى، قد تجد بعض الأزواج (الزوج أو الزوجة) ينتبه له ويبدأ في التعامل معه للقضاء على أسبابه حتى تنجح حياتهما الزوجية.

ما معنى الإهمال الزوجي؟

المقصود بالإهمال الزوجي، من وجهة نظري، (أعتذر لحدّة المعنى)، هو أن يتساوى وجودك وعدم وجودك مع شريك حياتك، فلا يشعر شريك حياتك بتغيير في حال وجودك معه؛ بل في بعض الأحيان عندما يشتد الإهمال الزوجي قد يصل لكراهية الشريك الآخر وجودك معه في المكان نفسه، ويحب أن يكون وحيداً على أن يوجد معك بمكان واحد، ثم تجد العلاقة الزوجية قد تتطور لمرحلة أن يعيش فيها كلا الزوجين حياة منفصلة بشكل شبه كامل عن الآخر.

كيف تتعرف على وجود الإهمال الزوجي بحياتك؟

هناك مظاهر عديدة توضح لك أن شريك حياتك يعاني الإهمال الزوجي؛ منها أن تجد شريك حياتك عندما تكون في المنزل لا يجلس معك ويحاول أن يُظهر انشغاله في أمور أخرى بالمنزل، ومنها أيضاً عدم إبداء اهتمامه بأي موضوعات خاصة بك أو بكما، وكذلك كثرة افتعال المشاكل من دون أسباب منطقية، ومنها أيضاً أن ينام كل منكما في غرفة منفصلة. وبالنسبة لك، ستجد نفسك تعيش في قوقعة ولا ترغب في أن يدخلها شريك حياتك، في حين أنك قد تسمح لأشخاص آخرين بالدخول لها، وهناك العديد من المظاهر، ولكن ما سبق هو أشهرها.

من المتسبب في حدوث الإهمال الزوجي؟

الزوج أو الزوجة أو كلاهما أو عائلة أحد الزوجين.. منطقياً، في البداية، يكون أحد الزوجين هو المتسبب في حدوث الإهمال أو كلاهما. قد تصيبك الدهشة من معرفة أن أحد أسباب الإهمال الزوجي هو عائلة أحد الزوجين، ولكن ستزول دهشتك خلال السطور التالية؛ فمثلاً هناك زوجة تحب زوجها وتعمل على إرضائه من خلال إرضاء والدته التي تعيش معهما في المنزل نفسه أو بمنزل آخر، ولكن هذا يحدث على حساب الزوج فتجدها تجلس مع والدته أكثر مما تجلس معه.

وفي الناحية الأخرى، قد تجد والدة الزوج تستمتع بذلك ولا تلفت انتباه (سواء عن قصد أو غير قصد) زوجة ابنها إلى ضرورة أن تقوم بمراعاة زوجها، خاصة لو كان موجوداً بالمنزل، ففي هذه الحالة يبدأ الإهمال الزوجي فتجد الزوجة في حيرة بين زوجها ووالدته، كما تجد الزوج يرغب في مراعاة زوجته له دون تقصير مع والدته، وتجد الأم تسعد بمراعاة زوجة ابنها لها ولا تلفت انتباهها إلى مراعاة زوجها!

ما أسباب الإهمال الزوجي؟

هناك العديد من الأسباب لحدوث الإهمال الزوجي؛ وأشهرها: عدم اهتمام أحد الزوجين بالآخر، وعدم معرفة أحد الزوجين أو كليهما بطبيعة العلاقة الزوجية ودورهما كشريكين فيها، وغياب الحب عن مائدة العلاقة الزوجية، وأنانية أحد الزوجين، والغرور من أحد الزوجين سواء بسبب الاختلاف في المستوى المادي أو العلمي أو الاجتماعي أو الجمالي، وغياب التقدير عن العلاقة الزوجية، والضغوط الحياتية الكثيرة، وغياب حسن الإنصات للطرف الآخر.

روشتة علاج الإهمال الزوجي

1. الصراحة راحة

يجب أن تصارح شريك حياتك (بصورة لطيفة وليس بتعنيف) بأنك تشعر بتغيره من ناحيتك وتسأله ما إذا كان هناك تصرف قد صدر منك دون قصد جعله يتغير، فأحياناً قد تصدر منك كلمة دون قصد أمام شريك حياتك، ونظراً لأنه من الشخصيات الحساسة فقد يكتمها في نفسه دون مصارحتك بها ويتغير من ناحيتك، أو تسأله إن كان هناك ظروف معينة تشغل تفكيره حتى تساعده في أن يلقي بحِمله لتتشاركه معه.

2. كن مبادراً وابدأ بالاهتمام بشريك حياتك

الاهتمام يولِّد الاهتمام، وإذا انتظر أحدنا الآخر فلن نبدأ، ليس عيباً أن تبدي اهتمامك بشريك حياتك، شاركه في بعض ما يحب أن يفعله، وحاول أن تجد بعض الأشياء المشتركة بينكما ولو حتى أن تخترع اهتماماً جديداً كي يجمع بينكما، واجعلا وقت الاهتمامات الفردية أقل ما يمكن.

نتيجة بحث الصور عن الزوجية

3. التقدير والاحترام هما ماء الحب

التقدير والاحترام بينكما هو ما يروي شجرة حبكما، فيجب عليك أن تُظهر تقديرك لشريك حياتك وتشكره -ولو بكلمة لطيفة- على ما يقوم به من أجلك، واحذر أن تُظهر عدم احترامك لشريك حياتك، خاصة أمام أهلكما أو معارفكما.

4. الحياة الزوجية شراكة روح

نعم، الحياة الزوجية أشبه بالشركة، ولكنها ليست كالشركات التجارية، فهي أسمى من ذلك؛ فالزواج علاقة روح بروح قبل أن تكون علاقة شخص بشخص، ويجب أن تبنى على التشاور والتفاهم والمودة، ولا تبنى على الأنانية والغرور، فلا يقتصر دور الزوج على كونه محفظة النقود ولا دور الزوجة على كونها مطعم الأسرة.

5. كلمات تحل المشكلات

احذر من فخ الإهمال العاطفي، بمرور الوقت قد يشعر أحد الزوجين أو كلاهما بأنه لا داعي لأن يظهر حبه لشريك حياته؛ لأنه يعلم بالفعل أنه يحبه، ولكن يجب أن تدرك أن كلمة “أحبك” أو “وحشتني” أو أي كلمة أخرى تدل على حبك لها مفعول السحر على شريك حياتك خاصة بالنسبة للمرأة، ولا يملُّ الشريك الآخر مهما كبر في السن من سماع تلك الكلمات.

6. الإنصات فن

للأسف، نبدأ حياتنا بتعليم أولادنا في بداية حياتهم كيفية الكلام والحركة والأكل، ولكننا لا نعلمهم كيف يستمع وينصت للآخرين، ولكننا لو تعلمنا الإنصات بشكل جيد لشريك حياتنا لاستطعنا حل أغلب المشكلات، فعدم الإنصات يؤدي إلى عدم فهم المشكلة، ما يؤدي إلى التسرع في الحل وهو ما يزيد حجم المشكلة.

7. الأمان غلاف الحماية من الصدمات

أن يشعر شريك حياتك معك بالأمان، يجعله يستطيع أن يبيع الدنيا كلها من أجل رضاك، وعدم شعوره بالأمان قد يجعله يبيع الدنيا من أجل أن يتركك، فاعمل على أن يشعر شريك حياتك بالأمان والسكينة معك؛ لأنه إن شعر معك بالأمان فمهما صادفتم من مشاكل وصدمات فسيساعده ذلك الشعور على أن يتكاتف معك لتخطيها.

8. المحاولة أساس النجاح

حاول أن تتخلص من الإهمال الزوجي ولا تجعله يتسلل إلى حياتك، ولا تيأس من عدم النجاح من المحاولة الأولى؛ لأن سعادتك في حياتك الزوجية بالتأكيد تستحق الكثير من المحاولات، ولتعلم أنه كما تمكن من تسلله إلى حياتك بالتدريج فلن يخرج منها إلا بالتدريج والمحاولة والصبر والإصرار.