أساطير غير حقيقية عن الصحة.. السكر يسبب السكري

أساطير غير حقيقية عن الصحة – في ظل التقدم التكنولوجي تعددت التجارب والدراسات العلمية التي جاءت للحسم في العديد من الأساطير المتعلقة بالصحة، والتي يصدقها الكثيرون.

وفي حقيقة الأمر، لا تساعدنا هذه المعتقدات الخاطئة على العناية بصحتنا، وإنما تضرها وتساهم في انتشار الكثير من الأمراض الأخرى.

وقال الكاتب أنخيليس لوبيز في صحيفة ألبايس الإسبانية إن الإنترنت من الوسائل التي تعزز انتشار الشائعات، بما ذلك المتعلقة بالصحة.

وخلال السنوات الأخيرة، تعددت الكثير من الأبحاث المتضاربة التي جعلت عملية التمييز بين الحقيقة والخرافة صعبة للغاية. كما لوحظ انتشار أبحاث لا تحظى بدعم جهات رسمية، دون أن يتفطن الإنسان البسيط إلى ذلك.

في ظل هذا الوضع، أطلقت الكليات الطبية والجمعيات العلمية وغيرها من الجهات الرسمية مبادرات للحسم في الشائعات المنتشرة بشأن الصحة، على غرار مبادرة “صحة من دون شائعات”. وفي هذا الصدد، استعانت صحيفة ألبايس بخبراء من أجل مناقشة العديد من الأساطير الأكثر رواجا حول الصحة.

ونقدم هنا مجموعة من هذه الأساطير:

تناول البطيخ ليلا يسبب الوفاة

تعتقد بعض المجتمعات في مناطق مختلفة من العالم أن تناول البطيخ ليلا سبب للوفاة. في المقابل، لم تؤكد دراسات علمية هذا الاعتقاد الذي يستند إلى خرافات بدائية. فضلا عن ذلك، يحتوي البطيخ على العديد من الفوائد ويمكن تناوله في كل الأوقات.

السكر يؤدي إلى السكري

الاعتقاد بأن تناول السكر يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري خاطئ تماما، وفق ألبايس. وفي هذا الإطار، أفاد خبير الغدد الصماء ألفونسو خوسيه لوبيز ألبا بأن “هذا الاعتقاد نابع من الربط بين الحلويات ومرض السكري، مما يجعل الكثيرين يبتعدون بالكامل عن تناول هذا المكون الغذائي”.

وأكد الخبير أن “السكر ليس عدوا للصحة، بل يعد أفضل مصدر للطاقة. كما أنه بمثابة الوقود بالنسبة للعقل. بالإضافة إلى ذلك، يملك الجسم العديد من الأجهزة التي تعزز التوازن الهرموني والأيضي، والتي من شأنها أن تحافظ على المستويات اللازمة من السكر في الدم”.

التخلص من الثالول

ومن الشائعات الأخرى المتعلقة بالصحة، نذكر تلك التي تروج إلى أن “عملية التخلص من الثالول أو ما يعرف بعين السمكة تتلخص في إزالة أمّ هذه البثور، في إشارة إلى عين السمكة الأولى التي ظهرت في الجسم”. وتعليقا على ذلك، أورد عضو في الأكاديمية الإسبانية للأمراض الجلدية والتناسلية بالوما بيريغون أن “هذا التحليل هو مجرد خرافة”.

وأشار الخبير إلى أن “معالجة هذه البثور بطريقة فعالة تعتمد على إزالة كل البثور في آن واحد دون ترك أي أثر لها، كي نضمن التخلص بالكامل من فيروس الورم الحليمي الذي ينتشر بسرعة فائقة”.

مزيل العرق يسبب السرطان

تعد الفكرة التي تؤكد أن “استخدام مزيل العرق يمكن أن يسبب السرطان” من الشائعات الكاذبة حول الصحة.

وتستند هذه الشائعات على دراسات أشارت إلى أن “أملاح الألومنيوم الموجودة في مزيلات العرق تسهم في تطور الخلايا الخبيثة بمجرد وضعها على الإبطين وامتصاصها من قبل الجلد”. لكن إلى غاية الآن لم تتوصل الدراسات العلمية التي أجريت في هذا المجال إلى دليل واضح يؤكد العلاقة بين مكونات الألومنيوم الموجودة في مزيل العرق والسرطان.

علاج آلام المعصم

يعتقد الكثير من الأشخاص أن علاج المعصم يتمثل في وضع ضمادات عليه، دون الحاجة إلى تشخيص السبب الرئيسي للألم. ويتمثل خير دليل على ذلك في انتشار هذه الظاهرة والاكتفاء بهذا “العلاج” لحلّ مشاكل المعصم.

وحول هذه الظاهرة، أكد المتحدث باسم الجمعية الإسبانية لأمراض الروماتيزم مونتسيرات روميرا أن “هذه الآلام يمكن أن تكون ناتجة عن الإرهاق، وليس من المستحسن وضع ضمادات عليها لأنها تسبب مشاكل أخرى كان الفرد في غنى عنها”.

الماء البارد يؤدي لنزلة البرد

الاعتقاد بأن شرب المياه الباردة يساعد على الإصابة بنزلات البرد “لا يمت للواقع والحقيقة بصلة”. وبسبب ما يتم الترويج له، يخشى البعض أن يصاب بالتهاب في الحلق أو بنزلة برد، مما يجعله يتجنب شرب الماء البارد مهما كلفه الثمن.

وتعليقا على ذلك، أوضح رئيس قسم طب الأذن والحنجرة خيميزيز دياز أنه “لا توجد أي دراسة علمية تؤكد هذه الشائعات. لكن، من شأن المياه الملوثة أن تسبب نزلات البرد والتهابات الحنجرة”.

يمكن تدارك ساعات النوم

الاعتقاد بأنه يمكننا تدارك ساعات النوم التي نحتاجها يوميا ليس له أسس علمية تدعمه. وفي حقيقة الأمر، يلجأ الكثيرون إلى “تدارك ساعات النوم” خلال النهار، خاصة عندما يواجهون اضطرابات في النوم خلال ساعات الليل. وعلى الرغم من أن هذه الممارسات تبدو منطقية نوعا ما، فإن الخبراء أكدوا أنها خاطئة.

وفسرت أخصائية الأمراض العصبية سيليا غارسيا مايو ذلك بأن “هذا الاعتقاد خاطئ، لأن التعرض إلى مشاكل في النوم يسبب تغييرات هرمونية، وعندما يتمكن الفرد من العودة إلى النوم، يكون نمط النوم مختلفا عن النمط الذي سبقه”.