مشاكل نقص الحديد في جسم الانسان

السبب الأساسي في نقص الحديد يكمن في التغذية، ولكن من الممكن أن تكون هناك أسباب أخرى. ويحكي لنا دافيد مارتي ألبرتي، أحد الذين اكتشفوا بالصدفة أن لديه نقصا في الحديد، بأنه في الشهور الأخيرة قبل ذهابه للطبيب لم يعد قادرا على عمل ما كان يقوم به في السابق كرفع أشياء أو حملها لمدة طويلة، ويضيف: “كانت لدى زيادة في ضربات القلب، ودوخة، وضعف في الرؤية وكنت أشعر دائما كما لو أني سأسقط فورا.”

الحديد من العناصر الضرورية للجسم والحياة، ونقصه في الدم قد يؤدي إلى أعراض تتراوح ما بين التعب والنعاس إلى فقر الدم وما يرافقه من مشاكل صحية. ويعاني من مشكلة نقص الحديد في الجسم نحو 30 في المئة من البشر ، أي نحو ملياري شخص في العالم.
شك الطبيب بعد رؤيته لدافيد أن يكون الشاب ذو الثلاثة والعشرين عاما مصابا بنقص الحديد، فسأله عن أعراض أخرى مميزة لهذا المرض كضعف التركيز، وتساقط الشعر وهشاشة الأظافر أو الحساسية للبرد. وأزدادت شكوك الطبيب فأمر بأن يجرى تحليل أو فحص لدم دافيد حتى تتضح المسألة تماما.

أُكتِشف أن المعدلات لدى دافيد منخفضة تماما، بما فيها معدل الهيموغلوبين. وربما من أسباب ذلك أن الجسم لا يمتص الحديد رغم توفره داخله بما يكفي، وهذا ما يعرف بـ “اضطراب الامتصاص.” ويوجد سبب آخر لنقص الحديد هو نزيف الدم. فالجسم يفقد الحديد مع أي نزيف ولو صغير.
العلاج بسيط
وفي حالة دافيد فإن لديه التهابا مزمنا في الأمعاء يمنع امتصاص الحديد، ويتسبب باستمرار في فقد الدم ربما منذ شهور.
“يمكن لأعراض نقص الحديد ألا تظهر إلا مع أول مرة يشكو فيها المريض.”، هكذا يقول الدكتور شتيفان راكفيتس، المتخصص في أمراض الباطنة في العاصمة الألمانية برلين. ويضيف راكفيتش: “مخزن الحديد (في الجسم) يكون في البداية ممتلأ إلى أن يفرغ تماما. بعدها تقع الإضطرابات في تكون الدم، ولا يظهر ذلك في تقديري إلا بعد نصف عام.”

أما العلاج ببساطة فيتمثل في البداية في حصول المريض مرة في الأسبوع على محلول الحديد. وهو ما فعله دافيد وبالتوازي مع محلول الحديد جرى علاج مرض الأمعاء لديه، وهذا شرط مسبق ليتم مستقبلا امتصاص الحديد من جديد. وقد جاءت نتائج العلاج بالنسبة لدافيد جيدة وعادت الآن إليه طاقته وقوته كاملة.

وبالنسبة للأشخاص الأصحاء فيكفيهم تناول غذاء منوع من لحوم ومنتجات الحبوب الكاملة وغيرها من الأطعمة الغنية بالحديد ليحصلوا على حديد كاف.لأجسامهم.