اخبار ليل ونهار. السودان الغت الشريعة الاسلامية واباحت الخمور فحدثت المفاجأة. ما يحدث في السودان هذه الايام، من الامور الغريبة والعجيبة، والتي يشيب لها شعر الاطفال قبل الكبار، مأساة حقيقية بكل معنى الكلمة، يعيشها الشعب السوداني الشقيق، الشعب الذي ثار ضد الظلم والظالمين واراد حياة كريمة، فقام بثورة شعبية اطاحت بالرئيس السابق عمر البشير، بعد حوالي ثلاثين عاما من الحكم.
الا ان العسكر استولى على الحكم بدون انتخابات، فقام المجلس العسكري السوداني بمحاربة الشريعة الاسلامية، فقام بالسماح بحرية صنع وشرب الخمور لغير المسلمين، كما تم الغاء مادة الِردة، والتي يُحكم بموجبها على المتخلي عن الدين الإسلامي بالإعدام، واستبدلت بها مادة جديدة تعاقب بالسجن 10 سنوات لمن يرتد عن الاسلام.
كما تم حذف عقوبات تتعلق بالأفعال المخلة بالآداب العامة، مع ادخال بعض التعديلات التي من شأنها تسهيل ممارسة الدعارة، كما سُمح للنساء باصطحاب أطفالهن إلى خارج البلاد دون اذن الزوج.
وقد رفضت الحركة الإسلامية في السودان، اي تعديلات تمس الشريعة الاسلامية، الا ان الحكومة السودانية عازمة على تنفيذ التعديلات.
كما قام المجلس العسكري بايقاف بث اكثر من 10 قنوات اسلامية دعوية، منها مجموعة قنوات “طيبة” و10 قنوات باسم “أفريقيا” تبث بلغات مختلفة، تهدف لنشر الاسلام في أفريقيا.
ومن جانب اخر، يهرول المجلس العسكري السوداني للتطبيع مع اسرائيل، واشاد رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو بتصريحات رئيس المجلس العسكري السوداني عبد الفتاح البرهان والذي دعا للعمل على تعزيز العلاقات بين البلدين.
وبعد فترة قصيرة من هذه التغيرات الصادمة، فجاءة انقلب الحال رأسا على عقب في السودان، وانهالت الامطار والسيول وفاض نهر النيل، وأعلنت السلطات السودانية حالة الطوارئ لمدة ثلاثة شهور بسبب الفيضانات التي ضربت البلاد، وراح ضحيتها العشرات.
واعتبر مجلس الأمن والدفاع الوطني أن السودان يعتبر الآن “منطقة كوارث طبيعية”، وقد غمرت مياه الفيضان مساحات شاسعة، كما بيّنت صور التقطتها الاقمار الصناعية.
ويعيش السودان منذ أيام كارثة طبيعية بسبب فيضان نهر النيل نتجت عنها أزمات إنسانية مع وفاة أكثر من مئة شخص وهدم أكثر من مئة ألف منزل، جزئيا أو كليا، وتضرر أكثر من نصف مليون شخص، حسب البيانات الرسمية.
وقام البعض بالربط بين هذه المصائب والكوارث، وبين ما يقوم به المجلس العسكري السوداني، من محاولة افساد السودان واستبدال الشريعة الاسلامية، حيث قال البعض ان هذه الفيضانات هي عقاب من الله تعالى، كما حدث لقوم سبأ الذين اعرضوا عن طاعة الله عز وجل، فأرسل الله اليهم السيل، الذي اغرق بيوتهم واراضيهم، وافسد مزارعهم، كما يقول الله في كتابه الكريم: (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ).
وقد ارتفع منسوب مياه نهر النيل الأزرق، الذي يلتقي مع النيل الأبيض في الخرطوم، بشكل وصفه الخبراء والمسؤولون بالتاريخي والذي “لم يشهدوه منذ بدء رصد مستوى المياه في النهر عام 1902” اي اكثر من 100 عام.
السيول والفيضانات في فصل هطول الأمطار في السودان حدث تشهده البلاد سنويا تقريبا، لكن فيضانات هذه السنة هي الأكبر والأشد ضررا، متجاوزة في دمارها فيضانات عامي 1946 و1988 التي كانت تعتبر الأسوأ.
إذ وصل الفيضان هذا العام، الى مناطق لم تصلها مياه النهر من قبل، وما زالت مناطق أخرى في مجرى النيل مهددة، مع تواصل ارتفاع منسوب المياه.
وتكشف صور الأقمار الصناعية دمارا واسعا، نتيجة الفيضانات الغير مسبوقة في السودان.
وربط البعض، الفيضان بسد النهضة المتنازع عليه بين أثيوبيا ومصر، في حين قال آخرون إن مصر بيدها إنقاذ السودان لو فتحت بوابات السد العالي!
لكن مسؤولين سودانيين نفوا علاقة سد النهضة بالفيضان، وأكدوا على عدم صحة “فرضية” تخفيف الضرر برفع بوابات السد العالي في أسوان المصرية.
وقد تسببت الاضرار الفادحة للفيضان، في اشتعال الغضب والسخط بين السودانيين ضد المجلس العسكري الحاكم، الذي انشغل بمحاربة الدين الاسلامي، والتطبيع مع اسرائيل، وتسأل الكثيرين عن اسباب عدم انشاء السدود التي من شأنها حماية البلاد من الغرق، خاصة وأن في السودان أنهار كثيرة تعتبر روافد للنيل، الذي يصب في مجراه النيل الأزرق والنيل الأبيض وأنهار أخرى.
كما تحدث كثير من السودانيين عن عدم صمود البنية التحتية للبلاد بسبب تجاهل النظام الحالي وقبله نظام البشير” لأولوية تطوير البنية التحتية للبلاد، التي تشكل الفيضانات تهديدا دائما لها.
ويخشى المصريون من حدوث نفس الكارثة في مصر، حيث ان مصر على الحدود مع السودان مباشرة، لذا فالمصريون مهتمون بالفيضان في السودان أكثر من غيرهم.
وسارعت الحكومة المصرية إلى الرد على مخاوف المصريين، بالتأكيد على أنها مستعدة لأي طارئ، وأن قدرة السد العالي كافية للتعامل مع فيضان كالذي حصل في السودان.
وقد انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي العديد من الوسوم والهاشتاجات، للتضامن مع السودانيين في مصابهم.
وتراوحت التغريدات بين الدعاء بالفرج وكشف الكرب والرحمة للسودانيين وبين تداول الصور ومقاطع الفيديو التي تبين حجم الضرر الواقع في الخرطوم وفي غيرها من المدن التي غمرها الفيضان.
كذلك انتشرت مبادرات لجمع الدعم المادي للمتضررين من الفيضانات، وقامت عددا من الدول بارسال مساعدات، حيث قامت تركيا بارسال مساعدات غذائية قدمها الهلال الأحمر التركي لمئات الاسر المتضررة، كما قامت قطر بارسال مساعدات عاجلة الى السودان، بالاضافة الى عدد من الدول الاخرى، من بينها مصر والسعودية والكويت والإمارات.
يذكر ان النيل أطول أنهار الكرة الأرضية ويقع في قارة أفريقيا، له رافدان رئيسيَّان يقومان بتغذيته النيل الأبيض والنيل الأزرق، وينبع النيل الأبيض في منطقة البحيرات العظمى في وسط أفريقيا، في حين أن النيل الأزرق يبدأ في أثيوبيا ثم يجري إلى السودان ثم يجتمع النهران عند العاصمة السودانية الخرطوم.
وإجمالي طول النهر 6650 كيلو متر، ويمر مساره بأحد عشرة دولة إفريقية يطلق عليها دول حوض النيل.