لصيام شهر رمضان المبارك آثار على جسم الصائم تشمل النواحي البدنية والنفسية. وإذا تم اتباع نظام غذائي صحي فإن الصيام يُحدث تأثيرات إيجابية لصحة الصائم، وهذا وفقا لعدة دراسات علمية وآراء طبية، منهم بحث ياباني يؤكد فعالية الصيام في تقوية مناعة الجسم وعلاج العديد من الامراض.
وقد كشفت دراسة حديثة أن الصيام العلاجي له تأثير إيجابي على صحة الإنسان وقد يقي الجسم من أمراض القلب والأوعية الدموية والتهاب المفاصل وأمراض الجهاز الهضمي.
وقام الباحثون بدراسة التأثيرات الصحية للصوم العلاجي على طريقة بوخينغر وذلك تحت إشراف البروفيسورة فراسنواز فيلهالمي دي توليدو، بالتعاون مع البروفيسور أندرياس ميكالسن من مستشفى شاريتيه برلين الجامعي.
وقام 1422 شخصا باتباع برنامج للصيام العلاجي لمدة سنة واحدة لفترات تتراوح بين 4 و 21 يوما. وقد نشرت مؤخرا نتائج الدراسة في مجلة “بلوس وان” العلمية الشهيرة.
وفقا لخبير التغذية بمؤسسة حمد الطبية في قطر زهير العربي فإن الصيام يساعد في حرق الدهون كمصدر للحصول على الطاقة، وهو ما يؤدي إلى إنقاص الوزن. كما يساعد في التخلص من السموم المخزنة في الدهون بالجسم.
ويضيف الدكتور العربي أنه أثناء الصيام يتخلّص الجسم أولاً من الخلايا القديمة أو التالفة، ثم يصار إلى تجديد الخلايا واستبدالها بأخرى جديدة بعد تناول وجبة الإفطار لمدّ الجسم بالقوة والحيوية والنشاط.
كما يساعد الصيام في مداواة بعض أمراض الجهاز الهضمي مثل الحرقة ومتلازمة القولون العصبي، وعسر الهضم، وانتفاخ البطن، لأن الصائم يمتنع عن الطعام والشراب لفترة زمنية فيتيح للعضلات والأغشية الهضمية استعادة قوتها وحيويتها.
وتشمل الفوائد الصحية للصوم كلا من الدم ومستوى الدهنيات فيه والوزن ومعامل كتلة الجسم ومحيط الخصر، وضغط الدم الانقباضي والانبساطي وسكر الدم والتوتر وعوامل الالتهاب والسرطان.
وتشمل فوائد الصوم:
إزالة السموم من الجسم: عند الصوم تقل معالجة الكبد للكثير من المواد الغذائية الموجودة في الطعام، ما يتيح إمكانية تعافي الكبد، وخاصة الكبد الدهني، وهو أكبر أعضاء الجسم المسؤولة عن التخلص من السموم.
الآلام المزمنة: يخفف الصوم من العديد من اضطرابات الألم المزمنة، على سبيل المثال الروماتيزم (التهاب المفاصل المزمن).
الكوليسترول وضغط الدم: مما لا شك فيه فإن الامتناع عن الطعام يعمل أيضاً على تخفيض الكوليسترول وضغط الدم. وبعد الانتهاء من فترة الصوم، فعادة ما تكون هناك زيادة طفيفة في مستواهما، لكنه لا يصل إلى القيم الأولية.
راحة للبنكرياس: يريح الصوم البنكرياس، إذ يقل معدل إنتاجه للأنسولين. كما تصبح خلايا الجسم أكثر حساسية للأنسولين، وهو ما ينعكس إيجاباً على صحة مرضى السكري من النوع الثاني.
الصوم يقي من الخرف: فهو يشجع على تجدد الخلايا العصبية، بالإضافة إلى ذلك فإن الامتناع عن تناول الطعام لأوقات معينة يمكن أن يؤدي إلى تحسين الحالة المزاجية، كما أظهرت بعض الدراسات العلمية.
الدورة الدموية: يعزز الصوم الدورة الدموية وعملية التمثيل الغذائي للأنسجة الدهنية، إذ تفتح الخلايا الدهنية، خاصةً تلك الموجودة تحت الجلد والمعدة، أقفالها وتبدأ بالذوبان. إذ تتحول جزيئات الدهون إلى كيتونات عالية الطاقة أثناء الصوم.
العضلات: قد تعتري البعض المخاوف من أن الصوم يقلل من حجم عضلات أجسامهم. لكن لا تقلق، فإن هذا التراجع في حجمها أقل مما هو متوقع. كما أن الامتناع عن الطعام بشكل معتدل والتمرين الرياضي البسيط يمكن أن يزيد من أداء عضلة القلب على سبيل المثال.
تأثر الصيام على جسم الانسان:
1- الدم
زيادة عدد كريات الدم الحمراء.
زيادة عدد خلايا الدم البيضاء.
زيادة عدد الصفائح الدموية.
2- الدهنيات
تخفيض مستوى الكوليسترول في الدم.
زيادة مستوى الكوليسترول الجيد.
تخفيض مستوى الكوليسترول الضار.
تخفيض مستوى الدهون الثلاثية.
3- الوزن
تخفيض الوزن، مع الإشارة إلى أن دراسات أظهرت أن هذا الوزن تتم استعادته في الأشهر اللاحقة.
تخفيض معامل كتلة الجسم.
تقليل محيط الخصر.
4- تخفيض ضغط الدم الانقباضي والانبساطي.
5- تخفيض سكر الدم.
6- تقليل مستويات التوتر.
اعلان
7- تخفيض عوامل الالتهاب ومحفزات السرطان.
ومع ذلك، فإن الحصول على هذه الفوائد مشروط باتباع الصائم نظاما غذائيا صحيا يشمل:
الاعتدال في الطعام.
زيادة المأخوذ من الخضار والفواكه.
تقليل تناول الدهون والسكريات.
ممارسة نشاط بدني معتدل.
الامتناع عن التدخين.
أما للحفاظ على الوزن المفقود في شهر رمضان فيجب على الشخص:
إحداث تغيرات دائمة صحية في نوعية الأغذية التي يتناولها.
الحفاظ على ممارسة الأنشطة البدنية.
إجراء تعديلات سلوكية دائمة إزاء طريقة تناوله للطعام وكمياته.
ووفقا لاستشارية الطب النفسي بمؤسسة حمد الدكتورة سهيلة غلوم فإن الصيام يحد من بعض الأمراض النفسية كالاكتئاب والقلق والأرق، فهو حافز يولد القدرة على تحمل ضغوط الحياة ومواجهتها مما يؤدي إلى الاستقرار النفسي.
وبينت الدكتورة سهيلة أن أداء العبادات وقيام الليل خلال شهر رمضان المبارك يشعران الصائم براحة البال، لأن الصيام يقوي مناعة الصائم ضد الضغوط النفسية نتيجة مشاق الحياة وصعوباتها.
ونشير هنا إلى أن الأشخاص المصابين بأمراض حادة أو مزمنة يجب أن يستشيروا الطبيب قبل الصيام، خاصة الذين يكون مرضهم وخيما أو غير مسيطر عليه، إذ قد يكون للصوم تأثيرات سلبية عليهم.
ماذا يحدث لجسمك عندما تتناول التمر على الإفطار؟
إن التمر يمد جسمك بدفقة من الطاقة، في صورة سكريات الفركتوز والغلوكوز، وهو ما يحتاجه الجسم بعد الصيام.
يحتوي التمر على الألياف الغذائية، وهي تحفز حركة الأمعاء، وتساعد في الوقاية من الإمساك، وهي مشكلة قد يعانيها البعض خلال شهر رمضان.
الإفطار على تمر يكسر حدة جوع الصائم، وهذا يساعده على عدم تناول كمية كبيرة من الطعام على وجبة الإفطار.
ويمكن تناول 4-6 تمرات يوميا، أو أكثر حتى، طالما أن الشخص بصحة جيدة ولا يعاني من السكري أو البدانة، ومقابل أكله التمر يقلل أكل الأطعمة الأخرى والحلويات، حتى لا يزيد وزنه. أيضا يجب بعد أكل التمر تنظيف الأسنان بالفرشاة ومعجون يحتوي على الفلورايد؛ لأن السكريات في التمر عامل مساعد على تسوس الأسنان.