ثواب عظيم لن تتوقعه لمن يمهل المعسرين وقصة عجيبة لرجل فعل هذا

أمر الله تعالى بإنظار المعسر حيث لم يجد وفاء فقال: ( وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ) البقرة/ 280.
ثم ندب إلى الوضع عنه والتصدق عليه به أو ببعضه فقال: ( وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) البقرة/ 280.
وروى مسلم عن أبي الْيَسَرِ رضي الله عنه عن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: ( مَنْ أَنْظَرَ مُعْسِرًا أَوْ وَضَعَ عَنْهُ أَظَلَّهُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ ).

بالفيديو.. دعاء شامل وكافي لكل مبتلى ومريض ومحتاج ومظلوم

روى الإمام أحمد عن سليمان بن بريدة، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من أنظر معسرا، فله بكل يوم مثله صدقة”، قال: ثم سمعته يقول: “من أنظر معسرا، فله بكل يوم مثليه صدقة”، قلت: سمعتك يا رسول الله، تقول: “من أنظر معسرا، فله بكل يوم مثله صدقة”، ثم سمعتك، تقول: “من أنظر معسرا، فله بكل يوم مثليه صدقة”، قال له: “بكل يوم صدقة قبل أن يحل الدين، فإذا حل الدين، فأنظره، فله بكل يوم مثليه صدقة”. والحديث صححه الألباني في “الصحيحة”.

حيث أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من أنظر معسرا كان له بكل يوم مثل قرضه صدقة قبل أن يحل ميعاد الدين، وله ضعف قرضه صدقة بعد حلول الدين عن كل يوم من أيام التأجيل والتوسعة على المدين؛ وذلك ترغيبا في إعانة المسلم وإنظار المعسر لئلا يلجئه إلى التعامل بالربا المحرم الذي يوبق عليه كسبه ويؤذنه بحرب من الله ورسوله، أو يضيق عليه أمره، ويوقعه في الحرج.

قصة عجيبة لتاجر غني يمهل المعسرين

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ( كان تاجر يداين الناس، فإذا رأى معسرا قال لفتيانه: تجاوزوا عنه، لعل الله أن يتجاوز عنا، فتجاوز الله عنه ) رواه البخاري.

لم يكن لذلك الرجل كثير عبادة وصلاح، ولكنّ الله منّ عليه بالمال الوفير والعطاء الكثير، فأوسع عليه رزقه حتى غدا من كبار التجّار الذين يُشار إليهم بالبنان، وكلما زاد رزقه، زاد لله شكره، بلسانه حمدا وثناءً، وبماله منحا وعطاءً، ومن كثُرت نعمته انصرفت وجوه الناس إليه، فكانوا يقصدون بابه يقترضون منه المال، فإذا جاءه أحدهم نظر في حاله، إن كان موسرا لم يُعجّل في طلب ماله منه، وإن كان معسرا تجاوز عنه فأسقط عنه بعض الدين أو كلّه، واستمرّ على ذلك القانون الفريد الذي وضعه لنفسه طيلة حياته.

بالفيديو.. ان دعوت بهذا الدعاء فرج الله عنك الكرب والهم ورفع الظلم والبلاء ان شاء الله تعالى

وعندما حانت لحظة الوفاة، وتلقّفته ملائكة الموت، سألته عن أرجى عملٍ يراه في حياته، فلم يستحضر شيئا يرى أنه مُستحقّا للذكر، فكرّر الملائكة عليه السؤال، فتذكّر صنيعه بالمقترضين، فأخبرهم بالطريقة التي عاملهم بها، وهو يرى في قرارة نفسه أن العمل أقلّ من أن يُذكر، لكنّ الله سبحانه وتعالى أكرم الأكرمين وأرحمهم، فقد كافأه على صنيعه فتجاوز عنه وأدخله الجنة، فيا له من أجر، ويا له من تكريم.

وقفات مع القصّة

تتراءى للناظر في هذه القصّة العديد من الدروس والوقفات التي يمكن أن نستلهمها للعظة والعبرة، ونبدأ بتناول صفةٍ إلهيّةٍ عظيمة أرشد إليها الحديث، وهي الرحمة الإلهيّة التي وسعت كلّ شيء، وما من أحدٍ إلا ويتقلّب في رحمة الله في ليله ونهاره، وقد تجلّت رحمته سبحانه في آلائه ونعمه، ورزقه وتدبيره، وهدايته لمن شاء من خلقه، وقبوله لتوبة التائبين، وستره وإمهاله للعصاة والمذنبين، فسبقت رحمته غضبه، وجماع ذلك قوله تعالى: ( ورحمتي وسعت كل شيء ). الأعراف/ 156.

ومن دلالات القصّة، الإشارة إلى السنّة الكونيّة التي لا تتغيّر ولا تتبدّل، وهي أن الجزاء من جنس العمل، فرأينا أن الله سبحانه وتعالى قد تجاوز عن ذلك التاجر لتجاوزه عن الناس، وهكذا يجد كل عامل جزاء عمله، فإن عمل خيرا وجد مثله، وإن عمل شرّا وجد عاقبة فعله، ومن زرع الشوك لن يجتني العنب.

ووقفة ثالثة مع الرسالة التي تضمّنتها هذه القصّة العظيمة من الدعوة إلى التيسير على الناس وإقرار مبدأ التراحم، فمشاقّ الحياة كثيرة ينوء عن حملها الكثير من الناس، لا سيّما الضعفاء والمعسرين، واليتامى والمساكين، ومن هنا جاءت تعاليم الإسلام لتحثّ الناس على السماحة في معاملاتهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( رحم الله عبدا سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى، سمحا إذا قضى، سمحا إذا اقتضى ) رواه البخاري ، وكذلك بيّن النبي – صلى الله عليه وسلم – أجر أهل السماحة فقال: ( من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ) رواه مسلم، وقال أيضا: ( من نفس عن غريمه أو محا عنه، كان في ظل العرش يوم القيامة ) رواه أحمد.

فيديو.. لهذه الاسباب يحاربون المساجد الان

وللأسف الشديد فإن المشاهد من أحوال بعض الناس خلاف ما دعت إليه القصّة، فهم لا يلتفتون إلى هذه المعاني السامية، حتى كأنهم وحوش في ثيابٍ آدمية، فيسحقون الضعفاء ويدخلونهم في دوّامة لا تنتهي من الديون الرّبوية التي يأخذونها من غير حق، ويدفعهم الجشع والطمع إلى زيادة الدين مقابل التأجيل، فأين ما يفعلونه من تعاليم الوحي: ( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون ). البقرة/ 280.

وآخيرا نقول: أيها المسلم، لا تحقرنّ من المعروف شيئا مهما كان صغيرا، فلعله يكون عند الله كبيرا، يغفر الله لك به، ويكون الطوق الذي تنجو به من عذاب السعير.

شاهد ايضا

بالفيديو.. دعاء ان قولته يجمع لك خيري الدنيا والاخرة في اقل من نصف دقيقة

بالفيديو.. طبيب مسيحي يتحدى الداعية ذاكر: جاوب سؤالي وساعتنق الاسلام الان!