سرقة ونهب المحلات في امريكا

اخبار ليل ونهار. مشاهد لن تصدق انها في امريكا اليوم.. سرقة ونهب المحلات. من كان يتوقع ان يرى المشاهد التالية في الولايات المتحدة الامريكية ؟، كان من الممكن رؤية هذه المشاهد فقط في افلام السينما الامريكية، لكن الحقيقة ان ما سوف نشاهده في هذا الفيديو، هي مشاهد حقيقية لايمكن تخيل انها يمكن ان تحدث في الولايات المتحدة، البلد الذي يدعي الديمقراطية والحرية والتحضر واحترام حقوق الانسان.

سرقة ونهب المحلات في امريكا
سرقة ونهب المحلات في امريكا

 

في مشاهد فوضى غير مسبوقة، كان من المستحيل رؤيتها في امريكا، قام العديد من المتظاهرين الامريكيين الغاضبين، بعمليات سلب ونهب واسعة، لمحتويات العديد من المحلات والمتاجر الكبرى الشهيرة، حيث رصدت الكاميرات، مشاهد قيام عدد من المتظاهرين باقتحام عدد من المتاجر والمحلات الشهيرة لبيع الاغذية والاجهزة المنزلية والملابس، في مشاهد كان من الممكن رؤيتها فقط في افلام الاثارة والخيال العلمي، لكنها الان اصبحت واقعا حقيقيا يتكرر في امريكا.

ونشاهد الان مشاهد حقيقية، اثناء اقتحام ونهب وسرقة محتويات عدد من المحلات التجارية الشهيرة في مدينة فيلادلفيا الأمريكية، حيث يتزاحم الامريكيين لسرقة كل ما خف وزنه وغلا ثمنه، وذلك بدون اي خوف، مع اختفاء تام للشرطة وقوات الامن، وسط سعادة كبيرة بين المتظاهرين.

وقد فرضت السلطات في مدينة فيلادلفيا الأميركية، حظر تجول من الساعة التاسعة مساء وحتى السادسة صباحا، في أعقاب أعمال شغب ونهب جرت خلال احتجاجات عنيفة على مقتل رجل أسود برصاص الشرطة.

وقد حّمل الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، الساعي للفوز بولاية ثانية في الانتخابات المقررة خلال ساعات، المسؤولية عن هذه الاضطرابات لمجلس بلدية المدينة الذي يسيطر عليه الديمقراطيون.

وقال ترامب: “ما أشاهده مروع، وبصراحة، فإن رئيس البلدية أو كائنا من يكن ذاك الذي يسمح للناس بالاحتجاج والنهب من دون أن يضع حدا لهم هو أيضا مروع”.

اين الحضارة الامريكية التي صدعوا بها رؤوسنا، واين العدالة الامريكية، واين ابسط حقوق الانسان في هذا البلد، وهل استطاعت اقوى دولة في العالم ان تساوى بين الناس، وان تحقق العدل والمساواة بين المواطنين ؟، الاجابة ببساطة في هذه المشاهد الصادمة، حيث تكشف هذه المشاهد عن وجود حالة شديدة من الشعور بالظلم والاحتقار والمهانة والنقص بين افراد الشعب الامريكي، وانتهاز الفرصة للاستيلاء على ممتلكات الغير.

وقال سلطات مدينة فيلادلفيا انها  تسعى إلى السيطرة على أعمال النهب والعنف التي اندلعت بعد الاحتجاجات على مقتل رجل من أصول إفريقية برصاص الشرطة.

واجتاحت الاحتجاجات شوارع فيلادلفيا منذ إطلاق الشرطة النار على والتر والاس (27 عاما)، الذي كان مسلحا بسكين ووصفه أقاربه بأنه يعاني من انهيار نفسي.

ولم تكن هذه هي المرة الوحيدة التي تقوم فيها الشرطة الامريكية بتصفية مواطن اسود اللون، حيث قد شهدت الولايات المتحدة الامريكية خلال الفترة الماضية، عدة جرائم قامت بها الشرطة الامريكية وقتلت فيها عددا من المواطنين السود ذو الاصول الافريقية، وهو الامر الذي يكشف عن حقيقة الحضارة الامريكية التي تعامل الناس بالعنصرية والتفرقة بسبب اللون.

انَّ الناس جميعا في نظر الإسلام سواسيةٌ، الحاكم والمحكوم، الرجال والنساء، العرب والعجم، الأبيض والأسود.

وليس للون والجنس واللغة والوطن من حساب في ميزان الله تعالى. إنما هنالك ميزان واحد تتحدد به القيم، ويعرف به فضل الناس: إن أكرمكم عند الله أتقاكم.. وليس التفضيل بسبب الشكل او اللون او الجنسية.

يقول الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾.

وفي الحديث الشريف والصحيح، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الله لا يَنْظُرُ إِلى أَجْسامِكْم، وَلا إِلى صُوَرِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ).

فالله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى اجساد العباد هل هي كبيرة أو صغيرة، أو صحيحة، أو سقيمة، ولا ينظر إلى الصور، هل هي جميلة أو ذميمة، كل هذا ليس بشيء عند الله، وكذلك لا ينظر إلى الأنساب؛ هل هي رفيعة أو دنيئة، ولا ينظر إلى الأموال، ولا ينظر إلى شيء من هذا أبدًا، فليس بين الله وبين خلقه صلة إلا بالتقوى، فمن كان لله أتقى كان من الله أقرب، وكان عند الله أكرم؛ إذًا لا تفتخر بمالك، ولا بجمالك، ولا ببدنك، ولا بأولادك، ولا بقصورك، ولا سياراتك، ولا بشيء من هذه الدنيا أبدًا، إنما إذا وفقك الله للتقوى، فهذا من فضل الله عليك، فاحمد الله عليه.

ونحن نقدِّم موقفًا واحدًا ضمن آلاف المواقف الدالَّة على عظمة حضارة الإسلام في العدل والمساواة والرحمة.

لقد أراد السلطان (سليمان القانوني) أن يبني مسجدًا باسمه في إسطنبول، وقد بحث رجال السلطان عن أفضل مكان يكون صالحًا لهذا المسجد العظيم، فاتفقوا جميعًا في النهاية على مكانٍ فسيح جميل، ولم تكن هناك أية مشكلة في البناء فيه إلا مشكلة صغيرة، هي أن يهوديًّا يملك كوخًا صغيرًا بداخل هذا المكان، ولا بد من إزالته قبل المباشرة في البناء.

وبأمر من السلطان ذهب رجاله لشراء الكوخ من اليهودي، عارضين عليه ثمنًا مناسبًا يستطيع أن يشتري به بيتًا أفضل من هذا الكوخ، لكن اليهودي الماكر رفض بيع الكوخ، وعبثًا حاول رجال السلطان أن يشتروا منه الكوخ بأضعاف الثمن الذي عرضوه عليه سابقًا، لكنه كان لئيمًا؛ فرفض بيع الكوخ تمامًا، وعندما عجز رجال السلطان عن التفاوض مع اليهودي، أبلغوا السلطان أن يأخذوا الإذن بطرد اليهودي المعانِد من مكانه وهدم الكوخ، ولكن السلطان رفض تمامًا هذا الاقتراح، ثم قرَّر أن يذهب هو بنفسه لمفاوضة اليهودي، وفُوجِئ الجميع وأدهشهم الأمر، وذهب بالفعل السلطان (سليمان القانوني) بنفسه، ونزل عن جوادِه، ودقَّ باب الكوخ على اليهودي، وفتح اليهودي الباب، ففوجئ بالسلطان وحوله عدد من رجاله، وأذهله حضور السلطان بنفسه، وطلب منه بيع الكوخ بكل تواضع وبأي ثمن، بل وقد عرض عليه السلطان أضعاف المبلغ الذي عرضه عليه رجاله سابقًا، وسرعان ما وافق اليهودي على هذا العرض السخي الذي قدمه له السلطان بنفسه!

وهكذا بني جامع السليمانية على التقوى والتواضع، والذي يعتبر حاليا من اهم واشهر المساجد في تركيا.