عاش ملايين المسلمين والعرب حالة شديدة من الترقب والانتظار لانقاذ الطفل ريان، وبعد عدة ايام من الانتظار والمتابعة كما لو كان ابنهم، مات الطفل ريان وانتقل الى رحمة الله تعالى.
وكان ريان، البالغ من العمر خمس سنوات، قد سقط في بئر للمياه عمقها 32 مترا قبل خمسة أيام، حيث كان يلعب بالقرب من البئر في بلدة تمروت القريبة من شفشاون.
وأثار نبأ وفاة الطفل ريان حزن روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما من العرب، الذين ظلوا على مدى أيام يتابعون عن كثب سير العملية آملين في نجاة ريان.
وأنزل عمال الإنقاذ قناعا للأكسجين وطعاما وماء للطفل، في حين كان فريق طبي ينتظر في الموقع. كما وصلت مروحية إلى مكان الحادث لغرض نقله إلى المستشفى بمجرد إخراجه من البئر.
أتت عملية إخراج ريان بعد طول انتظار وبعد توقف أعمال الحفر اليدوية ودخول فريق طبي يرأسه طبيب مختص في الإنعاش وممرضين إلى داخل النفق الذي كان يوجد به الطفل، وفق ما أكدته تقارير إعلامية مغربية.
وكان رجال الإنقاذ في المغرب قد تمكنوا من إخراجه من البئر عبر نفق حفروه في منطقة شفشاون شمالي البلاد.
وأكد بيان رسمي مغربي وفاة ريان، بينما أصدر الديوان الملكي تعزية باسم الملك محمد السادس لوالدي الطفل.
وبهذه المناسبة المحزنة، أعرب العاهل المغربي، عن أحر تعازيه وأصدق مواساته لكافة أفراد أسرة الفقيد في هذا المصاب الأليم، الذي لا راد لقضاء الله فيه، داعيا الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جنانه، وأن يلهم ذويه جميل الصبر وحسن العزاء، في فقدان فلذة كبدهم.
قاموا بوضع كاميرا في البئر لمشاهدة الطفل ريان فكانت المفاجأة
على الرغم من سقوط الطفل إلى كل هذا العمق، أظهرت لقطات من كاميرا جرى إنزالها إلى داخل البئر، الطفل حيا وواعيا، رغم تعرضه لإصابات طفيفة في الرأس.
واستمر العمال في الحفر طوال ليلة الجمعة وحتى اليوم السبت للوصول إلى الطفل الذي سقط في البئر يوم الثلاثاء الماضي.
وكانت فرق الإنقاذ قد عملت على تزويد الطفل ريان بالماء والأكسجين خلال الأيام الأخيرة، لكنها لم تتأكد من أنه استعملهما.
وكانت عملية الحفر قد تباطأت بسبب طبيعة الأرض الصخرية التي كان يحفر فيها عمال الإنقاذ.
وساد اعتقاد بأن العملية اقتربت من نهايتها. لكن العمل تباطأ ولجأ المنقذون إلى الحفر اليدوي طيلة الليلة الماضية بسبب مخاوف من انهيار للتربة.
وجرى التفكير في توسيع قطر البئر لكن المخاوف من انهيار التربة جعلت المنقذين يعدلون عن هذا الخيار، ليحُفر نفق مواز وسط صعوبات وحذر شديد لتفادي أي انهيار.
عزاء الازهر الشريف
بمزيد من الرضا بقضاء الله وقدره، نعى الأزهر الشريف، الطفل المغربى “ريان”، الذى وافته المنية السبت، على الرغم من المحاولات الحثيثة لإنقاذه.
وتقدم فضيلة الإمام الأكبر بخالص العزاء والمواساة لوالدى “ريان”، ولملك وحكومة وشعب المملكة المغربية الشقيقة، داعيا المولى عز وجل أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، “إنا لله وإنا إليه راجعون”.
لحظات عصيبة
كان والد ريان يصلح البئر وقت وقوع الحادث، وقال إنه ووالدة ريان “قلقان للغاية” وإن نفسيتهما مدمرة.
وأضاف بعد يوم من سقوط إبنه: “في اللحظة التي رفعت عيني عنه، اختفى الصغير. لم يغمض لنا جفن”.
وقالت والدة ريان في حديث لوسائل إعلام مغربية: “خرجت الأسرة كلها للبحث عنه. ثم أدركنا أنه سقط في البئر.”.