كشف الداعية الإسلامي المصري الشيخ نشأت أحمد إنه دخل قبر الشيخ عبد الحميد كشك بعد وفاته بـ 13 عاما، وذلك بعد فتحه لأول مرة لدفن أخيه عبدالسلام كشك بجواره.
وأضاف الشيخ أحمد “عندما فتح القبر ما شممت أي رائحة موت، بل شممت ريحًا طيبًا، ولما نزلت لم أر حشرة واحدة في قبره”.
واستكمل “لمّا نظرت إلى جسد الشيخ كشك وجدته بكفنه على حاله الأول الذي وضع عليه قبل 13 عامًا”، مشيرًا إلى أن هذا المشهد حضره هو ونجل الشيخ كشك وعدد من المرافقين لهم.
تجلت عبقرية الشيخ كشك في كيفية استخدامه لبلاغته وشخصيته خفيفة الظل في النقد بكل جرأة وكان مواكبا للأحداث بمختلف الاتجاهات السياسية والفنية والاجتماعية وهذا ما ساهم في زيادة متابعته من عامة الناس، فلم يسلم من نقده رؤساء مصر.
وخلال فترة الثمانينيات والتسعينات نافست تسجيلاته نجوم شرائط الكاسيت، وطافت شهرته الآفاق داخل مصر وخارجها، وأصبحت خطبه تُسمع في الشوارع عبر المحلات ووسائل المواصلات، وبات مسجده (عين الحياة) بالقاهرة أشهر مساجد مصر التي تجذب المصلين يوم الجمعة، بل حرص العديد من الزائرين العرب على حضور خطبته ورؤية هذا الشيخ الذي غزا صوته كل الدول العربية.
وألّف الشيخ كشك تفسيرًا للقرآن في تسعة مجلدات تحت عنوان (في رحاب التفسير)، وله أكثر من ألفي خطبة مسجلة جمعها تلامذته في كتب بينها: شعاع من نور الإيمان، وفي رحاب السكينة، وروضة الروح، وأحاديث الجمعة ومواعظها.
مفاجأة عند فتح مقبرة الشيخ عبدالحميد كشك بعد سنوات من وفاته
نبذة عن فارس المنابر عبدالحميد كشك
قریة (شبراخیت) بمحافظة البحیرة المصرية شهدت ولادة “الشيخ كشك” وذلك في العاشر من مارس عام 1933م، وتميزت طفولته بأحداث غير تقليدية منها حفظه للقرآن الكریم قبل بلوغه عامه العاشر، وكذلك نشأته يتيما وفقدانه البصر في إحدى عينيه عندما بلغ ثلاثة عشر عاما من عمره قبل أن يفقد الأخرى عندما بلغ السابعة عشرة، وكان المرحوم يردد ما قاله حسان بن ثابت شاعر النبي محمد صلى الله عليه وسلم:
إن یأخذ الله من عیني نورھما.. ففي فؤادي وعقلي عنھما نور
كانت شخصية الشيخ تميل للاهتمام بالدعوة إلى الإسلام وكذلك الاهتمام بمشاكل الناس، ولذلك لم يجد نفسه في العمل كمعيد في كلية أصول الدين، واستقال منها وتم تعيينه إماما لمسجد “عين الحياة” في منطقة حدائق القبة بالقاهرة وهناك ذاع صيته كثيرا من خلال خطبه التي تجاوز صداها حدود مصر وكان بعض زوار القاهرة من العرب يحرصون على الاستماع لخطبة الجمعة في مسجد “عين الحياة”.
من العبر التي تستحق الرواية في قصة الشيخ كشك هي كيفية مقتل أحد أبرز الجلادين وهو مدير السجن “حمزة البسيوني” بطريقة رواها الشيخ بنفسه وهي أنه تعرض لحادث سير دخل على أثره قضيب حديد في عنقه وتم إخراجها بفصل رأسه عن جسده!
على عكس ذلك، فقد رزق الشيخ كشك ب “حسن خاتمة” والتي روتها زوجته على لسانه والتي تخللها رؤيته للنبي محمد عليه الصلاة والسلام وعمر بن الخطاب رضي الله عنه في منامه وسلم على عمر ومن ثم وقع على الأرض ميتا وغسله الحبيب المصطفى، وكان سعيدا بهذه الرؤيا، وفعلا توفي بعدها وهو ساجد في الركعة الثانية أثناء صلاة للتطوع بمنزله في عام 1996.
وتوفي الشيخ كشك في القاهرة يوم الجمعة 6 ديسمبر 1996، وتقول عائلته إنه توفي ساجدًا، وإنه كان يدعو الله دائمًا أن يقبض روحه وهو ساجد.