اخبار ليل ونهار. مفاجأة تحدث للشيخ الشعراوي اذهلت الجميع بعد التطاول عليه. يتطاول بعض السفهاء على الشخصيات والرموز الاسلامية التي افنت عمرها في الدعوة الى الله عز وجل، وتحملت الكثير من الاذى والصعوبات والاشواك، وكان اخرهم فضيلة امام الدعاة الشيخ محمد متولي الشعراوي، رحمه الله تعالى، الذي تطاول عليه بعض الساقطين والساقطات من الوسط الفني، الوسط الاكثر فسادا وانحلالا على الاطلاق.
ولم تكن هذه هي المرة الاولى التي يتطاول فيها احد الساقطين على الامام الشعراوي، فهناك الصحفي المسيحي مفيد فوزي، والكاتبة فريدة الشوباشي، والكاتب خالد منتصر، والكاتب إبراهيم عيسى، وغيرهم من كارهي الاسلام ودعاة الاسلام، الا ان الله تعالى كان لهم بالمرصاد، فحدثت مفاجأة لم يتوقعها هؤلاء المهاجمين، مما تسبب في صدمة لهم اصابتهم جميعا بالخرس، فماذا حدث للشيخ الشعراوي، وماهو سر هذا الحب الجارف للشيخ الشعراوي في قلوب المسلمين والمصريين خاصة، وما سر تكرار الهجوم على الشيخ الشعراوي، كل هذا والمزيد سنتعرف عليه باذن الله تعالى، كونوا معنا.
تعرض الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي في الأيام الأخيرة لانتقادات شديدة من قبل بعض المارقين، اتهموه فيها بالتطرف والغلو الديني، وسارع المصريين بالدفاع عنه باعتباره رمزا كبيرا من رموز الاسلام والتسامح الديني.
وكانت فتاة مغمورة تدعى أسماء شريف منير قد انتقدت الشيخ الشعراوي عبر صفحتها على الفيس بوك في تعليق قالت فيه “طول عمري بسمع الشعراوي مع جدي، لم أكن أفهم كل شيء وقتها، لكن لما كبرت شاهدت فيديوهات، لم أصدق نفسي من شدة التطرف، كلام عقلي لم يستوعبه فعلا، وتعجبت حقيقة”.
ووصف الممثل، خالد أبو النجا الشيخ الشعراوي في تغريدة له على تويتر بأنه “مثال صارخ للجهل بالعلم، بل تباهى بعدم قراءته لغير القرآن، الوهابية في أبشع تجلياتها”، ما عرضه هو الآخر لانتقادات شديدة من محبي الشيخ الشعراوي ومريديه.
ونظرا لما للشيخ الشعراوي من مكانة كبيرة في نفوس عامة المسلمين، والمصريين خاصة، فإن التطاول على الشيخ الشعراوي تسبب في مفاجأة كبرى لم يتوقعها الكثيرين، حيث اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي دفاعا عن الشيخ الشعراوي، وتصدر اكثر من هاشتاج للشيخ الشعراوي قائمة الاكثر تداولا في مصر، بل وتزايدت نسبة مشاهدة حلقات الشيخ الشعراوي لتفسير القرآن الكريم على موقع اليوتيوب بشكل غير مسبوق، كما قام الكثيرين بتعليق صور امام الدعاة الشعراوي في البيوت والمحلات وعلى زجاج السيارات، في مظاهرة حب للشيخ الشعراوي.
ويأتي ذلك مصداقا للحديث النبوي الشريف الصحيح، حيث قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَقَالَ: إِنِّي أُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبَّهُ، قَالَ : فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي السَّمَاءِ فَيَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، قَالَ ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ، وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ: إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ، قَالَ فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ، ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ، قَالَ: فَيُبْغِضُونَهُ، ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ).
ولم تمر ساعات حتى سارعت أسماء شريف منير بحذف المنشور الأخير، الذي وصفت فيه الشعراوي بـ”المتطرف”، واكدت ان ما حدث تجربة قاسية وانها لن تكرر فعلتها مهما حدث، بعد الهجوم الغير متوقع عليها من جانب اغلب المصريين، وقدمت اعتذارها بأنها لم تكن تقصد الإساءة اليه، وأنها أساءت التعبير عما كانت تريد قوله، كما تدخل والدها الممثل شريف منير، واكد انها لم تقصد الاساءة الى الشيخ الشعراوي.
وأشار مراقبون إلى أن الشعراوي كان الإعلام المصري والمثقفون يضربون به المثل بأنه من شيوخ الوسطية الذين قربوا الدين من الشعب، حتى أنه تم إنتاج مسلسل عن حياته.
وقد دافع النشطاء عما يقوله البعض من أن الشيخ الشعراوي “مقدس”، قائلين إنه ليس كذلك، وأن القضية ليست حول كونه مقدسا أو أنه فوق النقد، بل أن من يهاجمونه يهاجمون ما يمثله الشيخ لا الشيخ نفسه.
سر الحب الجارف للمصريين للشيخ الشعراوي؟
استطاع الشعراوي تحقيق شعبية كبيرة سواء شعبيا أو حتى بين بعض الدوائر السياسية، فلا تكاد تمر في شوارع مصر إلا وترى صورة معلقة له إما في المحلات أو على الحافلات.
وقد مدّ الله تبارك وتعالى في عُمر الشعراوي حتى أتم تفسير القرآن الكريم كاملا بالصوت والصورة ليصبح صاحب أول تفسير مصور في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وتميز بأن العالم المتخصص والعامي البسيط يفهم ويستوعب ما يقوله.
وكان له اهتمامه السياسي المبكر حيث انضم في شبابه إلى حزب الوفد حين كان ضمير الأمة، وتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين في خطواتها الأولى وهي تحاول جمع المسلمين على قضاياهم الكبرى، وكان أزهريا معتزا بانتسابه إلى الجامع الشريف، ويرفض المساس برجال الازهر، ومن هذه المواقف، حين قام الرئيس السادات بالهجوم على الشيخ الازهري أحمد المحلاوي ووصفه بالكلب في مجلس الشعب، عندها أرسل الشيخ الشعراوي إلى السادات رسالة جاء فيه: “إن الأزهر الشريف يُخرّج العلماء، ولا يُخرّج الكلاب”.
كما كان رحمه الله تعالى، شخصية اجتماعية من الطراز الفريد يجمع في صحبته ومجلسه بين كل فئات المجتمع على اختلاف مستوياتهم وتخصصاتهم واهتماماتهم.
الباحث في شؤون الإسلام السياسي، ماهر فرغلي، يرى أن سبب شعبية الشعراوي الجارفة هو “التدين الشعبي” عند المصريين.
وقال فرغلي إن الشعراوي “أصبح رمزا دينيا عند الناس خاصة في الفترة الأخيرة من حياته، حيث لم يشغل أي منصب رسمي في تلك الفترة.”
وأوضح فرغلي أن الشعراوي حافظ على موقع وسط على أكثر من مستوى، فلم يكن مع السلطة أو ضدها، في نفس الوقت لم يكن عضوا في الجماعات أو التنظيمات الإسلامية”.
سر الهجوم المتكرر على الشيخ الشعراوي؟
بحسب مستشار وزير الأوقاف المصري السابق، الدكتور محمد الصغير فإن “الهجوم على الشيخ الشعراوي هذه المرة ليس زلة لسان، وإنما توجه عام لهز الثقة في مفهوم التدين من خلال إسقاط رموزه، والدليل أنه خلال الأشهر الماضية تكررت نفس الهجمة من إبراهيم عيسى، ومفيد فوزي”.
وأضاف “نظام الحكم الحالي في مصر عسكري متسلط، وعقيدته علمانية متوحشة، ترى كل من لا ينضم تحت لوائه من المارقين أو المتطرفين وإسقاط رمزية الشيخ الشعراوي عند جماهير المسلمين الذين انعقدت قلوبهم على محبته كالهجوم على البخاري عند العلماء والمتخصصين”.
وانتقد الصغير إقدام البعض على إطلاقهم وصف التطرف الديني هكذا بلا معرفة دينية موثوقة، حتى أصبح ذلك الوصف يطلقه اهل المجون والفسق على المتدين، دون أي ضوابط أو معايير”.
واشار الكاتب والباحث السوري، أحمد دعدوش انه في عام 2013 أصدر الصحفي العلماني شريف الشوباشي كتابا بعنوان “لماذا تخلفنا؟ ولماذا تقدم الآخرون؟”، وخصص الكثير من صفحات الكتاب للهجوم على أقوال الشيخ الشعراوي، حتى لو كانت مما أجمعت عليه الأمة، معتبرا ذلك “من أسباب تخلفنا”.
واضاف دعدوش إلى أن “هذا كله يذكرنا بتقرير مؤسسة راند الأمريكية الصادر عام 2007 بعنوان “بناء شبكات مسلمة معتدلة”، والذي أوصى بالتصدي لكل العلماء والدعاة “التقليديين” و “الأصوليين”، وبما أن الشعراوي محسوب حسب تصنيفهم على “التقليديين” فيجب إسقاط رمزيته والقضاء على منهجه بكل طريقة ممكنة، لإفساح المجال أمام “الإسلاميون الحداثيون” و”العلمانيون”.