شاهد كيف سيكون الرد الايراني على امريكا ؟!

اخبار ليل ونهار. شاهد كيف سيكون الرد الايراني على امريكا ؟!. واشتعل برميل البارود في منطقة الشرق الاوسط، بعد قيام ترامب باغتيال قائد فيلق القدس اللواء الايراني قاسم سليماني في غارة أميركية بالعراق، وبالرغم من فرحة ترامب ونتنياهو وبن سلمان وبن زايد بالعملية الامريكية، الا ان هذه الفرحة محفوفة بالكثير من المخاطر والتهديدات بل والمفاجآت الصادمة.

ومن الطبيعي الانقسام حول شخصية قاسم سليماني، فقاسم سليماني قد حارب شاه إيران وصدام حسين وامريكا وإسرائيل والثورة السورية، من قُتلوا وهُجروا في سوريا والعراق فرحوا لمقتله، ومن وقف معهم في المقاومة من فلسطينيين ولبنانيين حزنوا لمقتله، لكن ما يجمع عليه العدو والصديق أنه كان مخلصاً لمبادئه وضحى من أجلها.

ومازالت تتزايد التوقعات بين المراقبين بشأن ماهو رد فعل ايران على الواقعة الغير مسبوقة، حيث توعد مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي “بانتقام قوي وقاس” لمقتل سليماني وأعلن الحداد الوطني ثلاثة أيام، وقال خامنئي “إن شاء الله لن يتوقف عمله وطريقه هنا وانتقام قاس ينتظر المجرمين الذين لطخت أيديهم بدمائه ودماء الشهداء الآخرين”.

وأكد الرئيس حسن روحاني أن إيران و”الدول الحرة في المنطقة ستنتقم” لمقتل سليماني.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن “عمل الإرهاب الدولي الذي قامت به الولايات المتحدة باستهداف واغتيال الجنرال سليماني -القوة الأكثر فعالية في محاربة تنظيم الدولة وجبهة النصرة وتنظيم القاعدة وسواها- هو تصعيد خطير للغاية وطائش”.

كما هدد مجلس الأمن القومي الإيراني بانتقام مؤلم يشمل منطقة الشرق الأوسط برمتها، ردا على العملية، وقال المجلس إن الرد سيكون في المكان والزمان المناسبين، وإن الانتقام سيكون ثقيلا ومؤلما.

وأضاف أنه اتخذ القرارات اللازمة بشأن الرد على عملية الاغتيال، وأن واشنطن تتحمل مسؤولية مغامراتها.

وتابع أن الولايات المتحدة ارتكبت باغتيالها قائد فيلق القدس -التابع للحرس الثوري الإيراني- أكبر خطأ إستراتيجي لها في منطقة الشرق الأوسط.

التوقعات المحتملة:

وبعد مقتل الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني في غارة أميركية على مطار بغداد وتوعد طهران بالرد، يتردد السؤال الاهم الذي يشغل بال الجميع الان، كيف سيكون هذا الرد الايراني المحتمل؟ وما ساحات المواجهة الإيرانية الأميركية المحتملة؟

فالملاحظ أنه بالحديث عن نقاط الاشتباك الأميركي الإيراني على مستوى الرقعة الجغرافية والأهداف المحتمل مهاجمتها يمكن القول إنها منطقة شاسعة جدا وممتدة من الخليج العربي إلى العراق وسوريا ولبنان واليمن، وحتى شبه القارة الهندية.

وتشمل هذه المنطقة مياه الخليج العربي ومضيق هرمز وبحر عمان حيث تتمركز قوات هامة من الحرس الثوري الإيراني، العمود الفقري للقوات الإيرانية التي كان الجنرال سليماني يرأس فيلق القدس العامل تحت لوائها.

وكشف مراقبون إن هناك خريطة أهداف تحدث عنها المسؤولون الإيرانيون تتعلق بالقواعد العسكرية الأميركية الموجودة في المياه الخليجية التي تقدرها طهران بنحو ثلاثين هدفا عسكريا، أما على مستوى المناطق البرية في محيط إيران فيجري الحديث عن حوالي مئتي قاعدة عسكرية أميركية.

والرد قد يطال القواعد الأميركية المنتشرة في المنطقة، بما فيها القواعد العسكرية في السعودية والامارات، كما أن الانتقام الإيراني يمكن أن يشمل أيضا البوارج والقطع البحرية الأميركية في مياه الخليج، كما انه ليس مستبعدا مهاجمة المنشآت النفطية السعودية.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران حامد موسوي، أن اغتيال شخصية في وزن وأهمية الجنرال قاسم سليماني تعد تصعيدا خطيرا، وهو ما يجعل إيران أمام خيار وحيد وهو الرد العسكري، نظرا إلى أهمية الشخصية المغتالة ورمزيتها بالنسبة إلى الإيرانيين.

وأشار موسوي إلى أن القواعد العسكرية الأميركية المنتشرة في المنطقة، خاصة في العراق وأفغانستان والإمارات، قد تكون أهدافا محتملة للقوات الإيرانية في حال اتخاذ قرار الرد، مشددا في المقابل على أن إيران لا تريد صداما عسكريا مباشرا مع أميركا، لكن فرص المجابهة المباشرة زادت بشكل دراماتيكي بعد عملية اغتيال سليماني.

الرد الايراني قد يكون غير متوقعا:

يرى العديد من المحللين أن إيران ستستفيد من المساحة الجغرافية الواسعة التي تسيطر عليها في المنطقة، إذ إن لها وجودا في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن، سواء عبر قواتها أم من خلال حلفاء وموالين لها، وهو ما يسهل عليها الرد بالتنسيق مع “أذرعها” في هذه المناطق.

حيث ان حلفاء إيران والموالين لها كثيرون ومنتشرون في كل مكان، لذلك يمكن أن يكون الرد في أي منطقة من هذه المناطق الشاسعة، وقد تمتد خريطة الأماكن المحتملة للرد الإيراني إلى أفغانستان وباكستان، وهو ما يصعب الإجابة عن سؤال أين سيكون الرد؟

كما ان الرد يمكن أن يكون بالأيادي الإيرانية عبر عمليات ذات صبغة أمنية ضد مصالح أميركية في المنطقة دون أن تتبنى هذه العمليات، أو يكون عبر موالين وحلفاء ضد مصالح أميركية أخرى بعيدا عن منطقة الخليج.

وقد يقوم الإيرانيين باسقاط طائرة عسكرية أميركية مسيرة، أو يزرعون ألغاما بحرية في منطقة الخليج لكن لا أحد يتبنى المسؤولية عنها، أو يهاجمون منشآت نفطية لحلفاء أميركا في المنطقة ولا أحد يتبنى العملية.

هل يمكن ان تندلع حربا مباشرة بين ايران وامريكا؟

يستبعد الكثير من المحللين المواجهة العسكرية المباشرة بين الجانبين، لأن الإيرانيين قد تعلموا الدرس ويبنون نفس إستراتيجية الصين وروسيا وكوريا الشمالية في مواجهة أميركا.

وتعتمد إستراتيجية المواجهة الإيرانية على تجنب المواجهة العسكرية المباشرة والقيام بخطوات عسكرية وأمنية متفرقة ومتباعدة، لمحاولة إحراج الولايات المتحدة وإظهارها بمظهر الضعيف، لكنها لا ترقى إلى درجة إعطاء أميركا مبررا لشن عملية عسكرية واسعة عليها.

وخلاصة القول، ان رد ايران قد يكون بالفعل قاسيا وقد يتجاوز منطقة الشرق الأوسط، لكن الإيرانيين سيحرصون على تفادي أي صدام عسكري مباشر مع الولايات المتحدة، لأن أي ضرر قد يلحقه الإيرانيون بالولايات المتحدة سيجعلهم يخسرون المواجهة معها برمتها، وهم يدركون ذلك جيدا.

كما ان الرئيس الامريكي ترامب لايرغب في حرب مباشرة مع ايران، لانه يدرك تماما اثارها المدمرة على الاقتصاد الامريكي وعلى حلفاء امريكا في المنطقة واولهم النظام السعودي والاماراتي.

وان كان رد الفعل الايراني قويا وقاسيا، سيكون سببا في احراج الرئيس الامريكي ترامب واضعاف فرص فوزه في الانتخابات الرئاسية خلال هذا العام.

ردود افعال عربية وعالمية:

حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن اغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني يهدد “بتفاقم خطير للوضع” في الشرق الأوسط.

وأشاد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو بتصرف ترامب.

وقالت وكالة الأنباء السعودية إن مصدرا مسؤولا صرح بأن المملكة تابعت التطورات في العراق ” التي جاءت نتيجة لتصاعد التوترات والأعمال الإرهابية التي شجبتها وحذرت المملكة فيما سبق من تداعياتها”.

وقال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في حسابه بتويتر “في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة لا بد من تغليب الحكمة والاتزان وتغليب الحلول السياسية على المواجهة والتصعيد”.

وقالت الخارجية السورية إن سوريا “واثقة بأن هذا العدوان الأميركي الجبان الذي أدى إلى ارتقاء كوكبة استثنائية من قادة المقاومة لن يؤدي إلا إلى المزيد من الإصرار”.

ودعا الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، إلى “القصاص من قتلة” الجنرال الإيراني قاسم سليماني.

ما حجم الجيش الإيراني؟
ثمة ما يقدر بـ 523 ألف عنصر من عديد القوات الفاعلة في مختلف الفعاليات العسكرية في إيران، بحسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، وهو مركز بحثي مقره بريطانيا.

ويشمل هذا العدد 350 ألف عسكري في الجيش النظامي و ما لا يقل عن 150 ألفا من عناصر الحرس الثوري الإيراني.

وثمة نحو 20 ألفا آخرين في عديد القوات البحرية التابعة للحرس الثوري، يُسيرون دوريات في قوارب مسلحة في مضيق هرمز، الذي كان موقعا لهجمات استهدفت ناقلات نفط تحمل أعلام أجنبية في عام 2019.

ويسيطر الحرس الثوري أيضا على قوة الباسيج، وهي قوة أمنية تطوعية تساعد في قمع أي احتجاج أو معارضة داخلية. ويمكن لتلك القوة، نظريا، تحشيد مئات الآلاف من الأشخاص.

وتأسس الحرس الثوري قبل نحو 40 عاما للدفاع عن النظام الإسلامي في إيران، وأصبح قوة عسكرية وسياسية واقتصادية كبرى قائمة بذاتها.

وعلى الرغم من أن عديد الحرس الثوري أقل من الجيش الرسمي، إلا أنه يعد القوة العسكرية الأبرز وذات الصلاحيات الأوسع في إيران.

من يقوم بالعمليات الخارجية؟
تدير قوة فيلق القدس، التي كانت بقيادة الفريق سليماني، عمليات سرية في الخارج، وهي تابعة للحرس الثوري لكنها ترسل تقاريرها إلى المرشد الأعلى في إيران. ويعتقد أنها تضم نحو 5000 عنصر من قوات النخبة.

وقد نشرت هذه القوة في سوريا، حيث لعبت دورا استشاريا في مساعدة عناصر عسكرية موالية للرئيس السوري بشار الأسد وميليشيات شيعية قاتلت معهم.

وفي العراق، دعمت قوات شبه عسكرية يُهيمن عليها الشيعة أسهمت في هزيمة جماعة تنظيم الدولة الإسلامية.

بيد أن الولايات المتحدة تقول إن فيلق القدس يقوم بدور أكبر في تقديم التمويل والتدريب والأسلحة والمعدات لمنظمات صنفتها واشنطن بوصفها جماعات إرهابية في الشرق الأوسط، ومن بينها حزب الله اللبناني وجماعة الجهاد الإسلامي الفلسطينية.

وقد حدت المشكلات الاقتصادية والعقوبات المفروضة على إيران من واردات إيران العسكرية، والتي هي صغيرة نسبيا بالمقارنة مع دول أخرى في المنطقة.

وتعادل قيمة ما استوردته إيران في مجال الدفاع للفترة من 2009 إلى 2018 نحو 3.5 في المئة فقط مما استوردته السعودية في الفترة نفسها، بحسب مركز دراسات السلام الدولي في ستوكهولم.

ومعظم ما تستورده إيران في هذا المجال يأتي من روسيا والبقية من الصين.

هل تمتلك إيران صواريخ؟
نعم، تعد قدرات إيران الصاروخية جزءا رئيسيا في جهدها العسكري، مع الأخذ بنظر الاعتبار النقص في قوتها الجوية مقارنة بخصومها الإقليميين كإسرائيل والمملكة العربية السعودية.

ويصف تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية القوة الصاروخية الإيرانية بأنها الأوسع في الشرق الأوسط، وتتألف بشكل رئيسي من صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى. وتقول أيضا إن إيران أجرت تجارب في مجال تكنولوجيا الفضاء بما يسمح لها بتطوير صواريخ عابرة للقارات تنتقل إلى مسافات أكبر.

بيد أن إيران أوقفت برنامجها للصواريخ بعيدة المدى كجزء من التزامها بالاتفاق الذي وقعته في عام 2015 مع القوى الكبرى، بحسب مركز أبحاث معهد الخدمات الموحدة الملكي “أر يو سي آي”، الذي يشير أيضا إلى أنها قد تكون عاودت العمل في البرنامج في ضوء حالة عدم اليقين التي تكتنف مصير الاتفاق النووي بعد خروج الولايات المتحدة منه وفرضها عقوبات على إيران.

وفي كل الأحوال، سيكون العديد من الأهداف في السعودية والخليج في مدى الصواريخ الإيرانية الحالية، قصيرة أو متوسطة المدى، وربما بعض الأهداف في إسرائيل أيضا.

وفي مايو/أيار الماضي، نشرت الولايات المتحدة نظام باتريوت المضاد للصواريخ في الشرق الأوسط مع زيادة التوتر مع إيران، لمواجهة الصواريخ الباليستية وصورايخ كروز والطائرات المتقدمة.

هل تمتلك إيران أسلحة غير تقليدية؟
على الرغم العقوبات المفروضة عليها منذ سنوات، تمكنت إيران من تطوير قدرات في مجال الطائرات المُسيّرة.

وقد استخدمت الطائرات الإيرانية المُسيّرة في العراق منذ عام 2016 في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية. كما اخترقت إيران المجال الجوي الإسرائيلي باستخدام طائرات مُسيّرة مسلحة سُيرت من قواعد في سوريا، بحسب المعهد الملكي.

وفي يونيو/ حزيران 2019، اسقطت إيران طائرة أمريكية مُسيّرة، مبررة ذلك بأنها كانت اخترقت المجال الجوي الإيراني فوق مضيق هرمز.

ويقول جونثان ماركوس، مراسل الشؤون الدبلوماسية والدفاعية في بي بي سي، إن الجانب الأخر في برنامج إيران للطائرات المسيرة هو رغبتها في بيع ونقل تكنولوجيا الطائرات المسيرة إلى حلفائها ووكلائها في المنطقة.

وفي عام 2019، استخدمت طائرات مُسيّرة وصواريخ في هجمات على منشآت نفطية سعودية. وقد أشار كل من السعودية والولايات المتحدة إلى صلة إيران بهذه الهجمات، على الرغم من نفي طهران لضلوعها فيها وإشارتها إلى مسؤولية المتمردين في اليمن عنها.